عقد سبيس إكس مع الاستخبارات الأمريكية.. أهداف خفية لـ”ستار لينك” في اليمن
خاص- المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
قبل أشهر قليلة أفادت وكالة رويترز بأن شركة سبيس إكس، المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك، تعمل على بناء شبكة من مئات الأقمار الصناعية للتجسس بموجب عقد سري مع مكتب الاستطلاع الوطني (NRO) بقيمة 1.8 مليار دولار.
هذا العقد يشير إلى عمق التعاون بين القطاع الخاص والجهات الحكومية في الولايات المتحدة، ويعكس انخراط سبيس إكس في مشاريع استخباراتية وعسكرية متقدمة، مما يعزز دورها كمزود رئيسي للتكنولوجيا في الأمن القومي الأمريكي.
الخلفية الاستراتيجية
في خضم تزايد الأزمات العسكرية والاستخباراتية، تظهر التحركات الأمريكية في اليمن كجزء من استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، فمنذ اندلاع الحرب الأمريكية البريطانية على اليمن لمنعه من مواصلة إسناده العسكري للمقاومة الفلسطينية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، واجهت الولايات المتحدة صعوبات في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، مما زاد من الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لجمع المعلومات وتعزيز القوة العسكرية، وبالتالي، يمكن اعتبار تمكين اليمن من الحصول على خدمة الإنترنت الفضائي عبر شركة “ستار لينك” هو امتداد لعقد سبيس إكس مع المخابرات الأمريكية والذي يعد بمثابة استثمار طويل الأمد في تعزيز قدرات الاستخبارات الأمريكية.
إتاحة خدمة ستار لينك في اليمن
في الوقت نفسه، يأتي إعلان شركة ستار لينك عن تفعيل خدمتها في اليمن، كأول دولة في الشرق الأوسط تحصل على هذه الخدمة، ليزيد من تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذا التوجه.
ويعتقد العديد من الناشطين أن تقديم الخدمة بأسعار منخفضة يعكس محاولة أمريكية لاختراق السوق اليمنية والحصول على قاعدة بيانات قيمة يمكن استخدامها لأغراض عسكرية واستخباراتية، إذ يعتبر سلاح الاتصالات والإنترنت عنصرًا حاسمًا في الحروب الحديثة، مما يزيد من أهمية هذه الخطوة.
الفشل الاستخباراتي والعسكري
وواجهت الولايات المتحدة هزيمة مدوية في اليمن، حيث تعاني من فشل استخباري واضح، دفعها لاتخاذ إجراءات بديلة لتعزيز نفوذها ومعلوماتها التي انقطعت عنها من الداخل اليمني بعد ثورة 21 سبتمبر 2014 وسقوط نظام علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور هادي.
وتشير التقارير إلى أن هذا الفشل قد وصل إلى مرحلة “الإعماء”، مما يجعل التحول إلى تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، مثل ستار لينك، خطوة استراتيجية، بالنسبة للولايات المتحدة التي فشلت في تحييد اليمن عسكرياً، خاصة أن هناك تجارب سابقة، مثل استخدام هذه الخدمة في أوكرانيا، حيث كان لستار لينك دور محوري في دعم العمليات العسكرية.
تناقض السياسات الأمريكية
بينما تسعى الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري والاستخباراتي في اليمن، تبرز السخرية من مباركة السفارة الأمريكية لإطلاق خدمة الإنترنت، في وقت تُمنع فيه المساعدات الإنسانية، هذا التناقض يعكس مشكلة عميقة في السياسة الأمريكية، حيث تُعتبر العمليات العسكرية أولوية على حساب المعاناة الإنسانية للسكان، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى قدرة الولايات المتحدة على إدارة الأزمات بطريقة تعكس التزامًا حقيقيًا بالمسؤولية الإنسانية.
يمكن القول إن التحركات الأمريكية في اليمن، بما في ذلك تفعيل “ستار لينك” كأول بلد عربي في الشرق الأوسط يحصل على الخدمة على الرغم من أنه أفقر بلد عربي ويعاني من حروب وحصار وفوضى، هي خطوات استراتيجية تحمل في طياتها أهدافًا عسكرية واستخباراتية معقدة.
وفي حين يبدو أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز السيطرة والفعالية في العمليات العسكرية الأمريكية في البحر، فإنها تثير أيضًا تساؤلات حول القيم الإنسانية ومدى احترام حقوق الإنسان والمبادئ التي تزعم الولايات المتحدة أنها تلتزم بها.