ما هي أبرز ردود الأفعال من أطراف محور المقاومة على التصعيد الإسرائيلي في لبنان؟ وما التوقعات المحتملة؟
خاص – المساء برس|
لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بالاستهداف العسكري للمقاومة اللبنانبة، بل لجأ إلى ضرب “بيئة المقاومة” المدنية عبر هجمات إلكترونية تطال وسائل الاتصال الأساسية في بلد يعاني من أزمات اقتصادية متفاقمة.
هذا الهجوم أدى إلى استشهاد 9 مواطنين وجرح 2750 مدنياً من اللبنانيين، بينهم أطفال ونساء، في وقت كان اللبنانيون يعتمدون على هذه الأجهزة الرخيصة في تعاملاتهم اليومية في ظل العجز الاقتصادي الذي يمنعهم من شراء الأجهزة الحديثة.
حركة حماس، في إدانتها للهجوم، وصفت العملية بأنها إرهابية وعدوانية، واعتبرت أنها تأتي في سياق الغطرسة الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة. حماس حذرت من أن هذه الجريمة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الفشل للاحتلال، مشيرة إلى أن إسرائيل لن تنجح في تحقيق أهدافها، بل ستواجه هزيمة جديدة أمام صمود المقاومة في لبنان.
من جانبها، أكدت كتائب حزب الله العراقية أن الاحتلال سيواجه عواقب وخيمة جراء هذه الجريمة، وأن استهداف المدنيين سيزيد من تعبئة جمهور المقاومة. وأعلنت الكتائب استعدادها للوقوف إلى جانب حزب الله حتى النهاية، مؤكدة أن الهجوم يعكس ضعف الاحتلال أمام المقاومة المتصاعدة في لبنان.
حركة الجهاد الإسلامي بدورها وصفت الهجوم بأنه “جريمة حرب”، وأكدت أن الاحتلال لجأ إلى هذه الوسيلة بعد فشله في مواجهة المقاومة عسكريًا. الحركة أبدت ثقتها في قدرة حزب الله على امتصاص الضربة والرد بما يتناسب مع حجم العدوان الإسرائيلي.
وفي رد واضح على هذا التصعيد، أكد حزب الله في بيانه أن الاحتلال سيتحمل مسؤولية هذا الاعتداء، مشيرًا إلى أن المقاومة ستنزل بالعدو قصاصها العادل في الوقت والمكان المناسبين. كما شدد الحزب على أن هذه الهجمات لن تنال من عزيمة المقاومة، بل ستزيدها قوة وثباتًا، خاصة في ظل التضحيات التي يقدمها المقاومون في سبيل تحرير فلسطين.
التداعيات الإقليمية لم تتأخر في الظهور، حيث أدان محمد عبدالسلام، رئيس الوفد اليمني، الهجوم الإسرائيلي، واعتبره انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية وجريمة تستوجب الرد. وأكد عبدالسلام ثقته في قدرة لبنان والمقاومة على ردع الاحتلال وتحميله ثمنًا باهظًا لأي تصعيد إضافي.
من الواضح أن الهجوم السيبراني الإسرائيلي ليس إلا جزءًا من استراتيجية أوسع تستهدف تشتيت انتباه المقاومة في لبنان وخلق حالة من الفوضى على الصعيد الداخلي، تمهيدًا لتحركات عسكرية قد تكون على الحدود الجنوبية للبنان. ورغم المحاولات الأمريكية للحد من التصعيد، يبدو أن إسرائيل ماضية في خطتها، متجاهلة التحذيرات الدولية والإقليمية من عواقب هذا التصعيد الخطير.
لكن كما أثبتت المقاومة اللبنانية عبر تاريخها، فإن أي عدوان إسرائيلي، سواء كان سيبرانيًا أو عسكريًا، لن يمر دون رد. لبنان، بكل مكوناته، قادر على امتصاص الضربات ومواجهة العدوان، وسيظل شوكة في خاصرة الاحتلال الإسرائيلي الذي يفشل مرة تلو الأخرى في تحقيق أهدافه على الساحة اللبنانية.