جيروزاليم بوست: بعد الهجوم الصاروخي اليمني الوقت لم يعد في صالح إسرائيل
خاص – المساء برس|
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية مقالاً مهماً عن العملية الهجومية اليمنية باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي محلي الصنع بعيد المدى، والذي استهدف صباح اليوم عاصمة كيان الاحتلال تل أبيب (يافا المحتلة).
وأشار المقال أنه وبعد الهجوم اليمني بصاروخ باليستي لم تتمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية من اكتشافه واعتراضه بعد اكتشافه لاحقاً وقد أصبح فوق وسط إسرائيل فإن الوقت لم يعد في صالح إسرائيل في إطالة أمد هذه الحرب.
ولفت المقال إلى أنه “مع استمرار الحرب، تواجه إسرائيل تهديدات متزايدة على جبهات متعددة، مع تزايد نقاط الضعف التي تتجاوز غزة، مما يشدد على الحاجة إلى نهاية حاسمة وسريعة للصراع”.
وكشف المقال أن القليل جداً هم من يتحدثون عن مدى ضعف إسرائيل في مواجهة الجبهات الجديدة، وأضاف المقال بالقول “ربما لم تكن إسرائيل لتتلقى ضربات مباشرة قط، أو ربما كانت لتتجنب تلقي ضربات مباشرة لسنوات أو عقود أخرى، لولا طول هذه الحرب، التي كشفت تدريجياً عن ثغرات غير متكافئة إضافية في القوة العسكرية الإسرائيلية”.
لماذا إطالة أمد الحرب كان كارثياً بالنسبة لإسرائيل؟
حول هذا التساؤل يجيب كاتب المقال، بأن النظرية الحربية لإسرائيل هي أن الدفاع الجوي قوياً بما يكفي لتحمل أي صاروخ يمكن إطلاقه من حماس على الجبهة الداخلية وأن الجيش الإسرائيلي سيدمر معظم قدرة حماس على إطلاق الصواريخ في الفترة ما بين ديسمبر 2023 حتى يناير 2024، ولكن هذه النظرية كانت ستتحقق في حال كان ذلك على افتراض أن الحرب مع حماس ستنتهي بحلول يناير 2024 في حين أن تقديرات جميع المسؤولين الإسرائيليين هو أن إسرائيل ستنهي مهمتها في أكتوبر ونوفمبر فقط وأن الجبهات الأخرى سوف تظل هادئة نسبياً، ولكن مع استمرار الحرب بدأ حزب الله في إطلاق النار على عدد أكبر من المدن والبلدات الشمالية، وانظمت اليمن إلى الحرب، في البداية ضد إيلات فقط، ولكنها في نهاية المطاف بدأت تضرب تل أبيب أيضاً، والآن تستهدف مرة أخرى وسط إسرائيل، هذا بالإضافة لدفع إيران لتصعيد الجبهات الأخرى ضد إسرائيل مثل الضفة الغربية وسوريا والعراق”.
ولفت المقال إلى أن إسرائيل تتقبل الهزيمة تدريجياً ففي البداية تقبلت أن يتم استهداف المستوطنات في غلاف غزة بصواريخ من حماس في غزة، ثم تقبلت فكرة أن تهاجم لبنان المدن الشمالية لإسرائيل، ثم تقبلت فكرة إجلاء 60 ألفاً من الإسرائيليين من شمال إسرائيل ليس لعدة أيام ولا أسابيع بل لمدة عام كامل ولا يزال العد مستمر، والآن تقبلت فكرة أن اليمن يقصف إيلات ولا خوف من ذلك طالما كانت الهجمات يتم التصدي لها خارج المجال الجوي لإسرائيل”.
وأضاف المقال الإسرائيلي “الحقيقة هي أن العديد من المقاربات الإسرائيلية الدقيقة كانت لتنجح لو أن الحرب انتهت منذ وقت طويل أو بعد وقت قصير من الرد الدقيق، ولكن عندما يستمر الوقت في التباطؤ، يصبح لدى أعداء إسرائيل على جبهات عديدة مزيد من الوقت لتحليل الطريقة التي تعمل بها قوات الدفاع الإسرائيلية ومتى وأين تخفف من حذرها، ثم تتاح لهم العديد من الفرص لاختبار الثغرات المحتملة العديدة. وعندما يستمر الوقت، تنتقل مشاكل شرعية إسرائيل من المنتقدين إلى حلفائها الرئيسيين مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، وتنتشر مع المحاكم الدولية من مشكلة ثانوية إلى أزمة كبرى”.
وانتهى المقال بالإشارة إلى ما فعله الصاروخ الباليستي اليمني صباح اليوم، “هذا الصباح، استيقظت في الساعة 6:21 صباحًا في موديعين على صوت صفارات الإنذار بعد أشهر من الهدوء، دون أن أعرف ما إذا كان حزب الله أو إيران هو الذي يطلق الصواريخ علينا، فقط لأعلم بعد ذلك أن الحوثيين هم من يطلقون الصواريخ، شعرت بأمان أقل بكثير مما كنت عليه في غزة، عندما سافرت إلى منصة رقم 4 في محطة قطار باتي موديعين هذا الصباح ورأيت تأثير الشظايا على السلم المتحرك الذي مشيت عليه ألف مرة، كان من الواضح عدد الأشخاص الذين كان من الممكن أن يقتلوا لو أطلق الحوثيون النار بعد الساعة 6:21 صباحًا بساعة أو ساعتين. وهذا حتى دون الوصول إلى الفوضى الجماعية والموت الذي يمكن أن يسببه صاروخ باليستي واحد يصل إلى منطقة مأهولة بالسكان”.