واشنطن ولندن في مأزق.. مخاوف من تسليح روسيا لليمن بعد تصاعد القوة العسكرية اليمنية
صنعاء – المساء برس|
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مخاوف متزايدة في أروقة إدارة بايدن من إمكانية قيام روسيا بتزويد قوات الجيش اليمني بقيادة أنصار الله بأسلحة متقدمة، وذلك كرد فعل على تزويد الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى.
هذا التحرك المحتمل قد يشعل المواجهة في البحر الأحمر ويطيل أمد العمليات العسكرية في المنطقة، وفقاً لما ذكره المسؤولون الأمريكيون.
وتأتي هذه المخاوف بالتزامن مع تصريحات بريطانية مشابهة، حيث كشف ممثل بريطانيا في مجلس الأمن، جيمس كاريوكي، عن حصول أنصار الله على أسلحة وصفها بـ”الخطيرة والمتقدمة”.
وعلى الرغم من أنه لم يحدد مصدر هذه الأسلحة، فقد أبدت لندن قلقها من تأثير هذه الترسانة الجديدة على السفن التجارية، خصوصاً تلك المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
في السياق ذاته، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التسريبات جزءاً من محاولة لتبرير الفشل الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر، حيث اضطرت واشنطن ولندن إلى سحب بوارجهما بعد تكبدها خسائر نتيجة العمليات اليمنية المتصاعدة منذ يناير الماضي.
من جهتها، لم تصدر صنعاء أو موسكو أي تعليقات رسمية حول هذه التقارير، مما يزيد من الغموض حول حقيقة التعاون العسكري بين اليمن وروسيا.
ومنذ معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، تزايدت قدرات اليمن العسكرية بشكل لافت، خاصة بعد موقف صنعاء المساند لغزة ضد العدوان الإسرائيلي، حيث نجحت اليمن في تحقيق إنجاز استراتيجي عبر قطع حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
هذا التحول في الموقف اليمني يشير إلى تنامي نفوذها العسكري في المنطقة، ما جعلها لاعباً رئيسياً قادراً على تغيير معادلات الصراع الإقليمي.
المخاوف الأمريكية والبريطانية من تسليح روسيا لليمن تأتي في هذا السياق، حيث يرى مراقبون دوليون أن تعزيز القدرات العسكرية اليمنية قد يضاعف من تأثيرها على مسار الأحداث في المنطقة.
وبتسليح متقدم، قد تتمكن صنعاء من فرض نفسها بقوة أكبر على الساحة الإقليمية، مهددة ليس فقط إسرائيل، بل أيضاً المصالح الغربية في البحر الأحمر.
ويبدو أن اليمن، من خلال موقفها المتقدم عسكرياً وسياسياً، باتت في موقع استراتيجي لا يمكن تجاهله، مما يدفع القوى الغربية إلى إعادة حساباتها في التعامل مع هذا الصراع.