حاملة الطائرات الأمريكية روزفلت تغادر المنطقة دون أن تجرؤ على دخول البحر الأحمر
كامل المعمري – المساء برس
حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت”التي كانت قد أُرسِلَت إلى مسرح العمليات البحرية باليمن بنية تحييد قدرات صنعاء العسكرية، تغادر من المنطقة دون ان تجرؤ على دخول اليحر الاحمر مطلقا، وهو ما يعكس بشكل جلي مدى فعالية قدرات اليمنيين فمنذ وصولها إلى المنطقة، ظلت “روزفلت” محصورة في مياه الخليج، حيث تجنبت الاقتراب من البحر الأحمر، وذلك لعلمها التام بالمخاطر الكبيرة التي قد تواجهها هناك وبعد قضاء شهور في بحر الخليج، انتقلت مؤخرا إلى أطراف البحر العربي، محاولة الابتعاد عن أي تصعيد محتمل ومن ثم قررت المغادرة والانسحاب
انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس روزفلت” دون دخولها إلى البحر الأحمر يمثل دليلا قاطعا على عجز الولايات المتحدة عن مواجهة التكتيكات المبتكرة التي يتبعها الجيش اليمني
لقد تمكنت القوات اليمنية من فرض واقع جديد في البحر الأحمر، وهو ما دفع واشنطن إلى التراجع والانسحاب بدلا من الدخول في مواجهة مباشرة غير مضمونة النتائج.
هذا التراجع الفاضح ليس فقط إهانة لهيبة القوة العسكرية الأمريكية، بل هو اعتراف غير معلن بفشلها في التصدي لتكتيكات صنعاء القتالية التي أصبحت تفوق بمرات عديدة فعالية الأساليب التقليدية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة.
لقد نجح اليمنيون في إحداث تغيير جذري في معادلة القوة البحرية، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية القائمة على الأساطيل الحربية كافية لفرض السيطرة.
فبفضل الزوارق المفخخة والصواريخ الدقيقة، استطاع اليمنيون استنزاف العدو ودفعه إلى التراجع.
بالنسبة لليمن فان هذا الانسحاب يمثل انتصارا معنويا وعسكريا كبيرا إنه دليل آخر على أن الإرادة والعزيمة اليمنية قادرة على مواجهة أعتى الجيوش وتحقيق التفوق، بغض النظر عن التفاوت الهائل في الموارد والتكنولوجيا.
لقد أرسل اليمنيون رسالة واضحة بأنهم قادرون على حماية سيادة اليمن ومصالحه، وأنه لم يعد بإمكان القوى الكبرى فرض سيطرتها كما كانت في السابق اضافة الى أن هذه العمليات لن تتوقف حتى وقف العدوان علي غزة
على الجانب الآخر، الحلفاء الإقليميون، وعلى رأسهم السعودية، يجدون أنفسهم اليوم في موقف هش وغير مستقر فتراجع الولايات المتحدة بهذا الشكل يثير شكوكا كبيرة حول قدرتها على حماية مصالح حلفائها في المنطقة وبالتالي فمن المرجح أن يؤدي هذا التراجع إلى دفع هذه القوى إلى إعادة حساباتها ومراجعة مواقفها في ظل غياب الدعم الأمريكي الذي كانوا يعتمدون عليه.
إن انسحاب “روزفلت” يمثل نقطة تحول في الصراع، حيث يؤكد أن القوى التقليدية، مهما بلغت قوتها، لن تستطيع الصمود أمام الإرادة الشعبية والصمود الوطني الذي جسده اليمنيون وبات من الواضح أن الولايات المتحدة، التي طالما استعرضت قوتها في المنطقة، تجد نفسها اليوم مضطرة إلى التراجع أمام قوة عسكرية ناشئة ولكنها فعالة بشكل كبير، ما يفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة حول مستقبل الدور الأمريكي في البحر الأحمر والمنطقة بأسرها
واجمالا فان الولايات المتحدة الامريكية اصبحت على يقين أن التهديدات اليمنية ليست مجرد تصريحات دبلوماسية أو محاولات لخلق صورة تهديد فارغة، بل تعكس قدرات عسكرية حقيقية وفعالة.
اليمنيون أثبتوا عبر سلسلة من الهجمات الناجحة قدرتهم على استهداف السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر بدقة وفعالية. وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال الهجمات التي استهدفت بالفعل السفن الكبرى، بما في ذلك الهجمات التي وجهت ضد “إيزنهاور” وأثرت بشكل كبير على حركة الملاحة في المنطقة.
وفي ظل هذه المعطيات، تدرك واشنطن أن أي محاولة لدخول البحر الأحمر بواسطة حاملة الطائرات “روزفلت” قد تعرضها لنفس المصير الذي واجهه “إيزنهاور”.
بهذا المعنى فإن انسحاب “روزفلت” يعكس الوعي المتزايد لدى واشنطن بالقدرات العسكرية لصنعاء والاعتراف بأن هذه القدرات تمثل تهديدا حقيقيا لا يمكن الاستهانة بها
وفي ظل هذه الظروف، يفضل صانعو القرار الأمريكيون التراجع وتجنب المخاطرة بدخول البحر الأحمر، بدلا من مواجهة ستعرض السفن الأمريكية لهجمات قد تسفر عن نتائج كارثية.
بالتالي فإن هذا التراجع يعكس أيضا التحدي الكبير الذي يواجه القوات البحرية الأمريكية في مواجهة تكتيكات غير تقليدية أثبتت فعاليتها في تغيير قواعد اللعبة في البحر الأحمر
صحفي متخصص في الشأن العسكري