الولايات المتحدة تتحرك لإحباط مساعي الاعتراف بحركة أنصار الله في اليمن
صنعاء – المساء برس|
بدأت الولايات المتحدة حراكاً جديداً بهدف عرقلة الجهود الإقليمية الرامية إلى الاعتراف بحركة أنصار الله في اليمن.
وفي خطوة تصعيدية، لوّحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة تفعيل تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية، وذلك في محاولة لقطع الطريق على أي ترتيبات سعودية أو إقليمية للاعتراف بحكومة صنعاء.
وكشفت مصادر مطلعة، منها سيف المثنى، مدير تنفيذي لمركز دراسات تابع للاستخبارات الأمريكية ورئيس فريق المناصرة بالكونغرس، أن واشنطن تتخذ هذا الموقف بعد كشف معلومات سرية حول دورها في إجهاض الاتفاق اليمني – السعودي الذي كان يُفترض أن يضع حداً للحرب المستمرة منذ عام 2015.
وأكد المثنى في تصريحات منسوبة إلى مسؤول في إدارة بايدن، أن الهدف من تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية هو إجهاض أي مساعٍ إقليمية للاعتراف بحركة أنصار الله، خصوصاً في ظل تحركات دبلوماسية مشتركة بين السعودية وتركيا ومصر لعقد لقاء غير مسبوق مع وفد من الحركة في العاصمة المصرية القاهرة.
تأتي هذه التحركات الأمريكية في وقت حساس، إذ بدأت الدول الثلاث إعادة تقييم موقفها من الحرب على اليمن، والتي كانت السعودية قد قادتها بمشاركة مباشرة وغير مباشرة من الولايات المتحدة منذ مارس 2015.
ويشير التوقيت إلى مخاوف واشنطن من فقدان تأثيرها في حال تم الاعتراف بحركة أنصار الله بشكل جماعي.
تلعب الولايات المتحدة دوراً مشبوهاً في محاولات إحباط أي تقارب عربي – عربي أو أي جهد لإنهاء الحرب على اليمن.
فمنذ اندلاع الحرب في مارس 2015، كانت واشنطن داعماً رئيسياً للتحالف الذي قادته السعودية، سواء من خلال تقديم الدعم العسكري أو المعلومات الاستخباراتية، مما ساهم في استمرار النزاع.
واليوم، يبدو أن الولايات المتحدة تواصل هذا النهج من خلال التهديد بإعادة تصنيف حركة أنصار الله كمنظمة إرهابية، وذلك بهدف الحفاظ على نفوذها في المنطقة.
هذا التحرك الأمريكي يتناقض مع توجهات إقليمية جديدة تسعى لحل النزاع وتطبيع العلاقات مع حركة أنصار الله.
فالتصعيد الأمريكي يهدف بوضوح إلى منع أي حل سياسي يُفضي إلى إنهاء الحرب، وذلك للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة واستمرار الضغط على أي قوى تسعى إلى الاستقلال عن الهيمنة الأمريكية.