هيومن رايس ووتش: إسرائيل تستخدم تقنيات ذكاء اصطناعي تزيد من إلحاق الضرر بالمدنيين

غزة – المساء برس|

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم الثلاثاء، في وثيقة صادرة عنها، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم تقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي وأدوات رقمية أخرى، ما يزيد من خطر إلحاق الضرر بالمدنيين وهو ما يثير مخاوف “أخلاقية وقانونية وإنسانية خطيرة”.

واعتبر المنظمة الدولية البارزة، أن الأدوات الرقمية هذه تعتمد على بيانات خاطئة وتقديرات تقريبية غير دقيقة لتزويد الأعمال العسكرية بالمعلومات بطرق قد تتعارض مع التزامات “إسرائيل” بموجب القانون الدولي الإنساني، وخاصة قواعد التمييز والحيطة.

وبحسب الباحث الأول في مجال المراقبة في المنظمة، زاك كامبل، فإن استخدام جيش الاحتلال بيانات غير كاملة وحسابات معيبة وأدوات غير مناسبة للمساعدة في اتخاذ قرارات مصيرية تنطوي على حياة أو موت في غزة، وهو ما يزيد من الضرر اللاحق بالمدنيين.

وأضاف أن استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى “مقتل وإصابة المدنيين بشكل غير قانوني”، بدلاً من تقليل الضرر اللاحق بالمدنيين، ما يعني مشاكل كامنة في تصميم واستخدام هذه الأدوات الرقمية بهدف دعم صنع القرارات العسكرية إلى هجمات غير قانونية وأضرار مدنية جسيمة.

كما يستخدم جيش الاحتلال في أعماله العدائية في غزة، وفق المنظمة، أربع أدوات رقمية بهدف تقدير عدد المدنيين في منطقة ما قبل الهجوم عليها، وإخطار الجنود بموعد الهجوم، والتمييز ما بين المدنيين والعسكريين، وما بين المباني المدنية والعسكرية.

وبحسب المنظمة، تشمل هذه الادوات، المراقبة المستمرة والمنهجية للفلسطينيين في قطاع غزة، بما في ذلك بيانات جمعت قبل بداية الحرب قي السابع من أكتوبر، بطريقة تتعارض مع القانون الدولي لحقوق الإنسان. وتستخدم هذه الأدوات البيانات الشخصية للمدنيين لتقديم معلومات تستند إليها توقعات التهديدات وتحديد الأهداف والتعلم الآلي.

وأكدت على اعتمادها في وثيقتها، على تصريحات عامة من مسؤولين إسرائيليين، ومواد لم تتناولها التقارير سابقًا نشرها جيش الاحتلال، وتقارير إعلامية، ومقابلات مع خبراء وصحفيين، بهدف تقييم الأدوات الأربع التي استخدمها جيش الاحتلال في الحرب في غزة.

ويعتمد الاحتلال الإسرائيلي على أداة تتتبع الهواتف الخلوية لمراقبة إجلاء الفلسطينيين من شمال غزة، أمر الاحتلال سكانها بالمغادرة بالكامل في 13 تشرين الأول/أكتوبر، وأداة “غوسبل” المعنية بعدّ قوائم المباني أو الأهداف الهيكلية الأخرى التي سيتم مهاجمتها، وأداة “لافندر” التي تصنف الأشخاص في غزة فيما يتعلق بانتمائهم المشتبه به إلى المقاومة الفلسطينية، وأداة “أين أبي؟”، التي تعمل على تحديد متى يكون الهدف في مكان معين لمهاجمته.

وتشير المنظمة إلى أن هذه الأدوات “محدودة بسبب مشاكل شائعة مشتركة مع أنواع أخرى من التكنولوجيا”، ما يزيد من احتمالية أن يكون لها عواقب قاتلة على المدنيين في الحرب. وتستخدم أداتين منها، وهما أداة مراقبة الإجلاء و”أين أبي؟” بيانات موقع الهواتف الخلوية، في تحديد الأهداف وحركة القوات، وهي غير دقيقة بما يكفي لتوفير معلومات من أجل القرارات العسكرية، خاصةً بالنظر إلى الأضرار الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية للاتصالات في غزة.

وتستخدم “غوسبل” و”لافندر” عمليات التعلم الآلي لمد قرارات الاستهداف بمعلومات باستخدام معايير أعدّتها الخوارزميات، لكن “هيومن رايتس ووتش” رجّحت أن تكون هذه المعايير متحيزة وغير مكتملة، ووفق عملية يستحيل تقنياً التدقيق فيها، موضحة أنها غالبًا ما تعكس مخرجات الخوارزمية تحيزات مبرمجيها ومجتمعهم، وهي في الغالب تكون غير كاملة في السياقات العسكرية ولا تمثل السياق الذي تعمل فيه الأداة بشكل كامل.

وشددت المنظمة الدولية على أن الاعتماد على هذه الخوارزميات يهدد بانتهاك التزامات القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بحماية المدنيين، مشيرة إلى الحاجة الماسة لإجراء تحقيقات محايدة في استخدام هذه الأدوات الرقمية، لتحديد ما إذا كانت قد ساهمت بشكل غير قانوني في خسارة أرواح وممتلكات المدنيين وإلى أي مدى، والخطوات اللازمة لتلافي الضرر مستقبلاً.

 

قد يعجبك ايضا