دبلوماسية واشنطن بين التضليل والتدليس
محمد بن عامر – وما يسطرون – المساء برس|
ازدواجية المعايير الأمريكية واضحة كالشمس في كبد السماء، فهي تدين الهجمات اليمنية وتغض الطرف عن جرائم الحرب الإسرائيلية، بل وتدعمها، في تناقض أخلاقي سافر. ولا عجب في ذلك، فتاريخ الولايات المتحدة حافل في دعم الإرهاب والفوضى وانتهاكات حقوق الإنسان ونشرها وتمويلها في أنحاء العالم.
القوات المسلحة اليمنية، بكل بسالة وإصرار، تُواصل وقوفها إلى جانب شعب غزة المظلوم في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي، الذي يُغذّيه الدعم الأمريكي المباشر، وتُبلي هجماتها بلاء عظيمًا، مكبدة العدو خسائر اقتصادية فادحة، حسبما أقر به المسؤولون الأمريكيون والخبراء الدوليون.
وأمام العجز عن حماية الاحتلال من تداعيات الهجمات اليمنية الداعمة للمقاومة الباسلة في قطاع غزة، لم تجد الولايات المتحدة من ملاذ سوى اللجوء إلى الحرب الإعلامية بعد فشل تحالف “حارس الازدهار” في البحر الأحمر.
وقد بات من الواضح للجميع كيف تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى شيطنة القوات المسلحة اليمنية، وتصورها كتهديد لأمن الملاحة في البحر الأحمر، وتحاول فصل هذه الهجمات عن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، في تدليس واضح للحقائق ومُخادعات مكشوفة.
تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، في محاولة منه لتعزيز الرواية الأمريكية، يقرّ ضمنيًا بفعالية الهجمات اليمنية التي دأبت الولايات المتحدة وآلتها الإعلامية على التشكيك بها والتقليل من شأنها.
وتلك هي دبلوماسية واشنطن، تتحدث عن السلام وتدعي محاربة الإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى تنشر الفوضى وتأجج الحروب و تدعم الفصائل الإرهابية وتمولها، في حين نجدها تنتقي من الانتهاكات ما يتوافق مع مصالحها فقط.
أقر ليندركينغ، في تصريحاته الأخيرة، بفاعلية هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن في البحر الأحمر. وعلى رغم محاولاته لتشويه الصورة وتقديم هذه الهجمات كمُخالفة للأعراف الدولية، فقد اعترف بأن هذه الهجمات أدت إلى إغراق سفن، وإشعال الحرائق فيها.
غير أن ثمة ما يوحي في هذه التصريحات وغيرها توازيًا مع التحركات على أرض الواقع بأن تصعيدًا أمريكيًا غربيًا جديدًا قادم ضد اليمن.
وبالتأكيد لن يؤثر هذا التصعيد أو غيره من صمود اليمن شيئًا، بل ستظل صامدة مدافعة عن شرف الأمة، ومؤكدة في كل فعل تضامني لها أن التضامن مع غزة ليس شعارات بل أفعالاً ملموسة، كما هو الحال مع الهجمات اليمنية في البحار، وكان مع طائرة يافا اليمنية، وسيكون قريبًا مع عمليات نوعية غير مسبوقة تزلزل الأرض من تحت أقدام قارون العصر. والأيام بيننا.