قراءة تحليلية لدراسة غربية.. التحولات الاستراتيجية في البحر الأحمر تعزز موقف اليمن وأنصار الله
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
في ضوء التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، يبرز دور اليمن بقيادة حركة أنصار الله كقوة استراتيجية محورية استطاعت فرض إرادتها بقوة والتأثير على المشهد الجيوسياسي وأثبتت أنها مستقلة وليست كما يصورها الغرب أنها ذراع لإيران، هذا ما يمكن استخلاصه من تقرير موسّع لما تضمنه النقاش الذي استضافه “معهد بيكر” في مايو 2024 وضم العديد من الخبراء الجيوسياسيين والباحثين.
منذ أكتوبر 2023، شهد البحر الأحمر زيادة في الهجمات النوعية ضد السفن المدنية المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكيان الاحتلال الإسرائيلي، ما أثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية عبر واحدة من أكثر طرق النقل ازدحامًا.
وأكد تقرير أخير من “ميدل إيست مونيتور” أن هذه الهجمات تأتي في سياق تعبير جماعة أنصار الله عن قدرتها على التأثير في الأمن الإقليمي والدولي، وأبرز حدث خطير أثرت فيه اليمن هو العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا على قطاع غزة.
ولعل ما يمكن استنتاجه من تقرير “ميدل ايست مونيتور” هو أن الهجمات التي نفذها الجيش اليمني كانت تهدف إلى توجيه رسالة قوية للمجتمع الدولي بشأن القضايا الإقليمية العالقة، بما في ذلك التوترات المرتبطة بالنزاع في غزة.
وتأتي هذه الخطوات في ظل سعي أنصار الله لتعزيز موقفهم السياسي والإستراتيجي على الساحة العالمية، مما يضعهم في موقف أقوى في المواجهات الإقليمية.
وقد أثبتت جماعة أنصار الله بقيادتها لليمن وقواته المسلحة قدرتها على تنفيذ عمليات بحرية معقدة، مما يعزز من موقعها كقوة رئيسية في المنطقة.
وعلى الرغم من محاولات قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا وإسرائيل لتقويض الاستقرار في البحر الأحمر، أثبتت اليمن بقيادة أنصار الله أن لديه القدرة على فرض أجنداته وتعزيز سيطرته، فالهجمات البحرية الأخيرة شكلت تحديًا لهيمنة القوى الكبرى ودفعت شركات الشحن الدولية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها، مما يزيد من تكاليف النقل ويعرض شبكات الإمداد العالمية لاضطرابات.
وتشير البيانات إلى أن الهجمات اليمنية إضافة إلى ما أحدثته في كسان الاحتلال الإسرائيلي واقتصاده، ساهمت في ارتفاع تكلفة التأمين على السفن في البحر الأحمر بنسبة تتراوح بين 20% و30%، مما يعكس حجم التأثير الذي أحدثته هذه العمليات، ومع استمرار الأزمة، يظل موقف أنصار الله قوياً في مواجهة محاولات قوى الهيمنة الدولية لتقليص نفوذهم.
وفي ظل هذه التطورات، يتضح أن أنصار الله ليسوا فقط قوة محلية، بل عنصر مؤثر على الساحة الإقليمية والدولية، كما أن تعاطيهم مع التحديات الأمنية واستراتيجياتهم في البحر الأحمر يعزز من موقفهم ويعكس قدرتهم على مواجهة الضغوط الخارجية بفعالية.