تحليل خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي
وما يسطرون – كامل المعمري – المساء برس|
خطاب السيد عبدالملك الحوثي يعكس موقفا استراتيجيا حاسما ويشير إلى تحوّل نوعي في الصراع مع الكيان الصهيوني حيث يؤكد على جاهزية صنعاء ليس فقط للرد على العدوان الإسرائيلي، ولكن أيضا للارتقاء بالمواجهة إلى مستوى غير مسبوق.
هذا الخطاب يحمل في طياته رسالة تهديد واضحة لإسرائيل، مفادها أن اليمنيين باتوا على أتم الاستعداد لتنفيذ عمليات نوعية يمكن أن تقلب موازين القوى في المنطقة.
السيد الحوثي لم يكتفِ بالتأكيد على أن الرد قادم، بل صاغ موقفه بأسلوب ينذر بأن هذا الرد سيكون مفاجئا وصادما للعدو، متجاوزا التوقعات التقليدية.
وعندما يتحدث عن “عدم وجود سقف سياسي” لتحركات اليمن فهو يوضح أن اليمنيون مستعدون لاستخدام كل ما في جعبتهم من قدرات عسكرية دون أي تردد أو قيود دبلوماسية.
هذا التصريح يعزز من فكرة أن اليمن بات مستعدا للذهاب إلى أقصى مدى في المواجهة مع إسرائيل، حتى لو تطلب الأمر تنفيذ عمليات غير تقليدية ذات طابع استراتيجي.
الخطاب أيضا يتجاوز الرد المحدود على الهجوم في الحديدة، ليضع القضية الفلسطينية في قلب المعادلة الاستراتيجية لصنعاء
ان هذا التحول يشير إلى أن اليمن لن يتعامل مع الاعتداء الإسرائيلي بمعزل عن الصراع الأوسع في المنطقة، بل سيعمل على دمج عملياته العسكرية ضمن استراتيجية إقليمية أكبر تهدف إلى دعم المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل الممكنة.
ايضا الخطاب يوحي بتحول استراتيجي هام في مواجهة اليمن مع الكيان المحتل، مع التركيز على التحضير لرد ليس فقط كبيرا بل أيضا غير متوقع وصادم مايعني ان اليمن يحضّر بالفعل لعملية كبيرة ضد الكيان الصهيوني
وعندما يشير السيد الحوثي إلى أن الرد سيكون “مفاجئاً” وأنه ليس هناك “سقف سياسي” يحد من مستوى العمليات، فإنه يضع إسرائيل أمام احتمال مواجهة غير مسبوقة من جهة غير تقليدية.
هذا التحضير قد يشمل تطوير قدرات نوعية واستراتيجية تتجاوز الردود التقليدية أو العمليات المحدودة، مما يعني أن اليمن قد يكون على وشك تنفيذ عملية كبيرة تهدف إلى توجيه ضربة قوية لإسرائيل
تأكيد السيد الحوثي على أن الهدف يتجاوز الرد المحدود ويشمل الارتقاء بالأداء العملياتي إلى مستويات مؤثرة أكثر، يعزز من فرضية أن اليمن يستعد لعملية ضخمة يمكن أن تكون لها تداعيات واسعة على الساحة الإقليمية.
في هذا السياق، تبدو اليمن وكأنها تسعى لإرسال رسالة قوية للكيان الصهيوني وللعالم بأسره، بأنها قادرة على قلب المعادلات وإعادة رسم خطوط المواجهة في المنطقة.
هذه العملية المرتقبة قد تكون جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وإضعاف نفوذ إسرائيل في المنطقة. إذا كانت هذه التحضيرات تشير إلى ما هو متوقع، فإن الشرق الأوسط قد يكون على أعتاب تصعيد خطير يغير مسار الصراع الإقليمي بشكل جذري.
في المجمل، خطاب السيد عبدالملك الحوثي ليس مجرد تصريح عابر، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة من الصراع مع إسرائيل، مرحلة قد تشهد تصعيدا نوعيا في العمليات العسكرية يتجاوز كل ما عرفته المنطقة من قبل.