الصراع في البحر الأحمر يهدد إمدادات الشاي في المملكة المتحدة وسط تحذيرات من نقص محتمل

خاص – المساء برس|

تشهد المملكة المتحدة مخاوف متزايدة بشأن إمدادات الشاي الأسود، وذلك بسبب الصراع المستمر في البحر الأحمر الذي يهدد سلاسل التوريد المعتمدة عليها البلاد.

ووفقًا لتجار التجزئة، فإن الهجمات اليمنية الأخيرة على سفن الشحن المحظور عبورها بقرار يمني في المنطقة قد تؤدي إلى تعطل توريد الشاي، مما يضع المشروب الشعبي المفضل لدى البريطانيين في خطر.

ويعتمد استيراد الشاي الذي يستهلكه البريطانيون بشكل كبير على طرق الشحن عبر البحر الأحمر، حيث تمر شحنات الشاي القادمة من كينيا والهند عبر هذا المسار الحيوي.

ومع استمرار القوات اليمنية في شن هجمات على السفن نتيجة للتصعيد الإسرائيلي في غزة، تتأخر الشحنات وتتعرض للإيقاف، مما يضطر شركات الشحن إلى البحث عن طرق بديلة، وهو ما يؤدي إلى زيادة وقت الشحن وتكاليفه.

على الرغم من هذه التحديات، سعى مدير اتحاد التجزئة البريطاني (BRC)، أندرو أوبي، إلى طمأنة المستهلكين، موضحًا أن “الانقطاع في بعض خطوط الشاي الأسود” من المتوقع أن يكون “ضئيلاً”، مشيرًا إلى أن تجار التجزئة لا يتوقعون تحديات كبيرة في هذا الصدد، وفق تقرير نشرته مجلة (OWP) البريطانية، رصده وترجمه “المساء برس”.

ومع ذلك، فإن المخاوف من نقص الشاي الأسود تعكس اضطرابات أوسع في سلسلة التوريد العالمية نتيجة للعدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً على غزة، والتي قد تؤدي إلى زيادة تكاليف السلع المستوردة إلى المملكة المتحدة. ريان بيترسون، أحد الخبراء في تأثير هجمات البحر الأحمر على التجارة العالمية، أشار إلى أن “الفوضى قصيرة الأجل تؤدي إلى زيادة التكاليف”، مما يعني أن المواطنين في المملكة المتحدة قد يشعرون بأثر هذه الاضطرابات في وقت تعاني فيه البلاد من معدلات تضخم مرتفعة وأزمة في تكاليف المعيشة.

وقد يؤدي تصاعد هذه التكاليف إلى زيادة الضغط على الحكومة البريطانية للتحرك نحو خفض التصعيد في غزة.

ومع تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار في المنطقة، تتزايد الضغوط على المملكة المتحدة لإعادة النظر في دعمها العسكري لإسرائيل.

وفي ظل استمرار التوترات، قد يكون الخيار الأمثل لتحقيق الاستقرار هو اتخاذ خطوات دبلوماسية لخفض التصعيد، والحد من التدخلات العسكرية الغربية، والعمل على تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة.

يأتي ذلك في وقت يشتد فيه الصراع في البحر الأحمر، حيث تشن القوات المسلحة اليمنية هجمات على السفن الغربية في المنطقة، ما يجعل من تأمين مسارات الشحن أمرًا بالغ الصعوبة.

ومع تزايد التوترات الإقليمية، قد يكون تأثير الصراع على إمدادات الشاي البريطاني مجرد إنذار مبكر باضطرابات اقتصادية أوسع قد تواجهها المملكة المتحدة والعالم إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية فعالة.

قد يعجبك ايضا