العليمي يسقط في مسقط رأسه
خاص – المساء برس| كتب: يحيى محمد الشرفي|
زار رشاد العليمي رئيس المجلس القيادي الرئاسي الذي شكلته السعودية في أبريل ٢٠٢٢ كسلطة بديلة عن عبدربه منصور هادي، زار مدينة تعز الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي، وهذه هي الزيارة الأولى للعليمي منذ ان عيّنته السعودية رئيساً للمناطق الخاضعة لسيطرتها جنوب اليمن.
كان اللافت في الزيارة السقوط الذي وقع فيه العليمي في زيارته الأولى لمسقط رأسه، من خلال دخوله تعز بالمدرعات السعودية مستقلاً إحداها، والتي غزت اليمن قبل قرابة عقد من الآن بذريعة استعادة ما تسمى “الشرعية”، في صورة توحي بأن الرياض أعادت من تريد إلى اليمن بالقوة ورغم أنف الجميع بما في ذلك من استخدمتهم كأدوات لتحقيق مصالحا والقتال نيابة عنها، ويبدو أن السعودية تعمّدت أن يظهر العليمي في مسقط رأسه بهذه الصورة المُذلة لإيصال رسالة لأبناء تعز الذين لطالما حقدت عليهم السعودية لدورهم في أحداث ٢٠١١ التي أطاحت بنظام عفاش والتي شعر آل سعود أنها قد تمتد إلى بلادهم وتقتلع عرشهم.
ولم تكتفي السعودية بهذا فحسب، بل زادت على ذلك أن جعلت العليمي محاطاً بحراسة من الجنود السعوديين، لتقديم اقوى صورة مُهينة ومذلة للقيادة التي فرضتها الرياض على اليمنيين في مناطق سيطرتها جنوب وجنوب غرب وشرق اليمن، في صورة تريد السعودية تكريسها وهي أنها صاحبة القرار والقول الفصل والشأن فيما يخص مناطق جنوب اليمن.
تعزّ التي اقترن اسمها بالعزّة والكرامة، تجلت فيها اليوم أقوى صور المذلة والهوان، على الرغم من كل ما فعله قادة هذه المحافظة من انبطاح إلى أدنى المستويات أمام السعوديين وما قدمته من دماء أبنائها وشبابها في الجبهات الحدودية الذين تساقطوا بالآلاف ولأجل من ليس لأجل تعز بل لأجل الملك وجنود الملك والقوات السعودية التي اتخذت من ابناء تعز سياجاً بشرياً يحمي جنودها من نيران الجيش اليمني الذي يقاتل دفاعاً عن اليمن ولردع العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي حرفياً، تقابلها السعودية اليوم لقاء ما قد قدمته لها على حسابها وحساب كرامتها وعزتها وسيادة بلادها بهذا الرسائل المهينة والمذلة، وما كان لتعز أن تستحق من السعودية هذه الإهانة حتى بمعايير العمالة للأجنبي، ولكن من يهن يسهل الهوان عليه.
لم يكن الأمر مجرد حماية شخصية من الاغتيال أو التصفية الجسدية – رغم ما يمثله هذا الأمر بحد ذاته من فشل ذريع لدى هذه السلطة المنقادة سعودياً في تأمين مناطق سيطرتها ورغم ما يمثله ذلك من فضيحة تكشف فشلك في تأمين حمايتك الشخصية بأدوات ووسائل يمنية دون الحاجة للايتعانة بجيش أجنبي ومدرعات عسكرية يقارب وزن الواحدة منها وزن نصف دبابة وفي مناطق يفترض أنك من تسيطر عليها أمنياً وعسكرياً منذ سنوات، – بل كان واضحاً أن المقصود بإظهار العليمي ومن معه في هذه الصورة وفي مسقط رأسه تجسيد التبعية المطلقة لمناطق تعز وجنوب اليمن وشرقه للسعودية، وبصورة كهذه تكون الرياض قد استعادت لأبناء تعز “الشرعية” التي تريدها لهم السعودية وأنهت مهمتها إلى هنا وما عليهم سوى الاصطفاف في ضفتي الشارع والتلويح بالأعلام التي تم توزيعها لهم والتصفيق للحاكم الذي أتت به السعودية وهو يستعرض بطلته من شرفة إحدى المدرعات العسكرية السعودية التي تحميه من التصفية الجسدية التي قد تطاله ممن لا يزال يسري في جسده دم يمني حر لا يقبل الإهانة التي جسدتها صورة العليمي اليوم في تعز.