أنصار الله يزلزلون الغرب: نهاية الهيمنة الغربية تبدأ من اليمن (تحليل لقراءة ألمانيا للأحداث)
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
في ظل الأحداث الجارية التي تسيطر على المشهد الإقليمي والعالمي، يظهر ضعف الغرب بشكل متزايد أمام تحركات القوى المناهضة له في المنطقة، وعلى رأسها اليمن بقيادة حركة أنصار الله.
هذه الحركة التي كانت يوماً ما تُصنف على أنها مجرد مجموعة متمردة أصبحت اليوم قوة لا يُستهان بها على المسرح السياسي والعسكري، وهو ما يظهر جلياً من خلال التهديدات التي تفرضها على القوى الغربية في المنطقة.
من خلال مقالة صحفية نُشرت في صحيفة (ips) الألمانية بعنوان: “ماهي الخطوط الحمراء؟ الغرب يسمح للحوثيين بمواصلة تحديد قواعد اللعبة”، يرى كاتب المقال أن حركة أنصار الله تمارس حرباً نفسية ناجحة ضد الغرب، إذ لا تكتفي الحركة بتوجيه ضربات مباشرة لسفن الشحن في البحر الأحمر أو استخدام الطائرات بدون طيار لضرب أهداف إسرائيلية، بل تُظهر أيضاً قدرة على فرض قواعد جديدة للعبة السياسية، وهو ما يُربك الغرب ويضعف موقفه أمام حلفائه.
الغرب ينهار تحت الضغوط
تغيير قواعد اللعبة يراه كاتب المقال الألماني متجلياً في مسألة احتجاز الموظفين الدوليين الذين كانوا يعملون كشبكة تجسسية لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل في اليمن سواء خلال الفترة الماضية أو خلال المرحلة الحالية التي بدأت منذ انطلاق معركة ٧ اكتوبر في غزة بمشاركة يمنية عسكرية مباشرة، حيث يقول الكاتب “إن اختطاف الموظفين الدوليين ليس مجرد تصعيد مؤقت من قبل أنصار الله، بل هو جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى تحدي الهيمنة الغربية في اليمن والمنطقة”.
من هنا يتضح أن هذا التحرك أثبت أن الغرب، الذي كان دائماً يتفاخر بقدرته على فرض قواعد اللعبة على الأطراف المتنازعة، أصبح اليوم يخشى من مواجهة مباشرة مع حركة أنصار الله، وهو ما يعزز من موقع الحركة وقدرتها على فرض إرادتها، والدليل على ذلك أن اليمن بقيادة أنصار الله استطاع فرض شروطه على المنظمات الدولية وهو من يحدد لها أنشطتها ومجالات عملها داخل اليمن.
كسر البعد الجغرافي لمساندة الفلسطينيين
كسر أنصار الله البعد الجغرافي خلال دعمهم للمقاومة الفلسطينية من خلال العمليات التي يقومون بها في البحر الأحمر، وبينما يقدم الغرب هذه الميزة والبطولة على أنها خطوة ذكية من صنعاء تستفيد من القضية الفلسطينية لكسب الدعم الشعبي والإقليمي، إلا أنها في الحقيقة خطوة يتطلع لها كل عربي حرّ وبالتالي من الطبيعي والمنطقي أن هذه الخطوة لا تُعزز فقط من موقف أنصار الله في اليمن تلقائياً، بل تربط أيضاً بين نضال الشعب اليمني والشعوب الأخرى التي تعاني من الاحتلال والعدوان الغربي والهيمنة الغربية.
الضعف الغربي: تراجع الخطوط الحمراء
المقالة الألمانية تُشير بوضوح إلى أن “الغرب أصبح يتراجع عن الخطوط الحمراء التي كان قد وضعها مسبقاً، فمنذ سنوات، كان من غير المتصور أن يتم السماح لحركة مثل أنصار الله بمثل هذه التصعيدات، لكن اليوم، نشهد قبولاً ضمنياً من الغرب لهذه التحركات، بل ومحاولات مستمرة للتفاوض معهم والتوصل إلى تسويات”.
وهذا التراجع الغربي يؤكد على أن الهيمنة الغربية في المنطقة أصبحت تحت تهديد حقيقي من قوى المقاومة، وعلى رأسها اليمن بقيادة أنصار الله.
نحو مستقبل بدون هيمنة غربية
إن ما يحدث في اليمن ليس سوى بداية لنهاية حقبة الهيمنة الغربية في المنطقة، فأنصار الله، بتكتيكاتهم الذكية وعملياتهم النفسية الموجهة ضد القوى الغربية، يثبتون أنهم قادرون على تحدي النظام العالمي الحالي وفرض إرادتهم على الساحة الدولية.