استهداف حزب الله لقاعدة غليليوت الإسرائيلية قرب تل أبيب.. أهمية الهدف وتداعيات العملية
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
نفّذ حزب الله فجر اليوم عملية عسكرية نوعية استهدفت قاعدة “غليليوت” التابعة للوحدة 8200 الإسرائيلية، وذلك رداً على اغتيال كيان الاحتلال الإسرائيلي للشهيد القائد السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت قبل أسابيع. هذه العملية تأتي في سياق الرد المتصاعد من قبل المقاومة اللبنانية، والتي تعهدت بالانتقام من الاحتلال الإسرائيلي لجرائمه المستمرة.
طبيعة الهدف: قاعدة غليليوت والوحدة 8200
قاعدة غليليوت، الواقعة قرب “تل أبيب”، تُعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية التابعة للوحدة 8200، أكبر وأهم وحدات الاستخبارات الإسرائيلية. تُعد هذه الوحدة العمود الفقري للحرب السيبرانية والاستخبارات الإسرائيلية، حيث تتركز مهامها على جمع وتحليل البيانات من الاتصالات والإشارات الإلكترونية، إضافة إلى قيادة هجمات إلكترونية على نطاق عالمي.
الوحدة 8200 هي المسؤولة عن تطوير وتوجيه فيروسات التجسس والهجمات السيبرانية، التي استهدفت في السنوات الماضية المنشآت النووية الإيرانية وغيرها من المواقع الحساسة في دول المقاومة. كما تعتمد هذه الوحدة على قدرات تقنية متطورة للتجسس على قادة المقاومة، بما في ذلك حزب الله وحماس، ومتابعة اتصالاتهم وتحركاتهم.
أهمية الضربة
استهداف حزب الله لقاعدة “غليليوت” يمثل ضربة قاسية لشبكة الاستخبارات الإسرائيلية. إذ تُعتبر هذه القاعدة مقر العمليات الاستخباراتية المتقدمة التي تعتمد عليها إسرائيل لرصد وتحليل المعلومات المتعلقة بدول المقاومة وتوجيه الهجمات الإلكترونية ضدها. الضربة وجهت في توقيت حساس، ما يزيد من تداعياتها على قدرة الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة عملياته السيبرانية التقليدية.
المعلومات الأولية تشير إلى أن الهجوم نُفذ باستخدام مسيرات متطورة، حيث تزامن مع إطلاق دفعة من الصواريخ لتعطيل القبة الحديدية، ما أتاح للطائرات المسيّرة إصابة أهدافها بدقة. مصادر مقربة من المقاومة أكدت أن هذه العملية كانت جزءاً من خطة أوسع تستهدف مراكز حساسة في العمق الإسرائيلي، مع التركيز على تلك المرتبطة بالشبكات الاستخباراتية.
تداعيات العملية
هذه الضربة التي جاءت في إطار الرد على اغتيال القائد السيد فؤاد شكر تحمل رسائل متعددة للاحتلال الإسرائيلي. فهي لا تمثل فقط انتقاماً مباشراً لاغتيال قائد ميداني، بل هي رسالة تؤكد أن المقاومة قادرة على اختراق العمق الإسرائيلي وضرب أهداف ذات طبيعة حساسة واستراتيجية.
تصاعد العمليات النوعية لحزب الله، والتي تشمل استهداف مواقع الاستخبارات الإسرائيلية، يعزز من الضغوط على حكومة الاحتلال، التي تجد نفسها في مواجهة مع عدو يمتلك قدرات عسكرية وتكتيكية متطورة، قادرة على إرباك دفاعاتها وتعطيل قدراتها الاستخباراتية.
بعملية استهداف قاعدة “غليليوت”، يكون حزب الله قد فتح جبهة جديدة في معركته مع الاحتلال، تعتمد على استهداف مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية المتقدمة. هذه الضربات تؤكد أن المقاومة قادرة على الرد بشكل غير تقليدي، وتوجيه ضربات مؤلمة قد تغير قواعد اللعبة وتضع الاحتلال أمام تحديات جديدة في ساحة المواجهة.