أزمة داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي: تضارب الاستراتيجيات بشأن غزة وتحديات الحكم
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
تواجه الحكومة في كيان الاحتلال الإسرائيلي أزمة حادة في إدارة العدوان على غزة، وتتجلى هذه الأزمة من خلال عدد من النقاط الرئيسية التي تبرز الفجوة بين أهداف القيادة السياسية واستراتيجيات الجيش.
أولاً، يظهر التناقض بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمستوى العسكري في كيان الاحتلال، فنتنياهو يرفض أي تسوية أو صفقة، مشدداً على تحقيق “النصر المطلق” ومنع أي مجال للمناورة، وهذا الموقف يعكس إصرار نتنياهو على المضي في النهج العسكري القاسي، مما يضعه في صراع مباشر مع قادة الجيش الذين يفضلون تسوية سريعة لتخفيف الضغط العسكري.
ثانياً، نتنياهو يعاني من مخاوف حقيقية بشأن انتقادات قد يتعرض لها في حال الوصول إلى تسوية. الملفات الثقيلة التي تشمل قضايا الفساد والفشل في مواجهة الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى استنزاف الجيش، تشكل ضغوطاً كبيرة عليه. هذا الوضع قد يؤدي إلى تصاعد الغضب في الشارع الصهيوني وتوجيه أصابع الاتهام إليه.
ثالثاً، تتصاعد الخلافات بين نتنياهو وقادة الجيش بشأن كيفية إدارة الوضع في غزة. نتنياهو يسعى لتحقيق السيطرة الكاملة عبر حكم عسكري صارم، بينما يفضل قادة الجيش نهجاً توازناً يأخذ بعين الاعتبار الجوانب السياسية والاجتماعية. هذا التباين يعكس عدم التنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية.
رابعاً، رفض نتنياهو لأي تسوية أو صفقة قد تستغرق وقتاً يعكس الضغوط المتزايدة عليه. قادة الجيش يعتبرون استمرار النزاع غير مجدٍ، ويشعرون بتدهور الوضع العسكري مع تزايد التحديات على جبهات أخرى مثل الضفة الغربية والجبهة الشمالية.
خامساً، هناك تقارير تشير إلى نية رئيس الأركان هرتسي هاليفي الاستقالة حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس. هذه الأنباء تعكس حالة عدم الاستقرار الداخلي في كيان الاحتلال وتزيد من تعقيد أي مفاوضات محتملة.
في المجمل، تُبرز الأزمة الداخلية في كيان الاحتلال الإسرائيلي التباين الكبير بين أهداف نتنياهو واستراتيجيات الجيش. تصاعد التوترات وعدم الاستقرار الداخلي يعكس ضعف القيادة الإسرائيلية ويعزز من موقف المقاومة الفلسطينية، حيث يبدو الكيان في موقف دفاعي وغير قادر على التعامل بفعالية مع النزاع المستمر.