منشأة “عماد 4”: رسالة حزب الله تحت الأرض تعيد حسابات إسرائيل (تحليل)
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
كشفت المقاومة الإسلامية في لبنان، ممثلة بحزب الله، عن منشأة عسكرية جديدة تحت الأرض تُدعى “عماد 4″، لتثير رعبًا جديدًا في أوساط القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية.
هذا الكشف يأتي في وقت حساس من تصاعد التوترات الإقليمية، ويمثل رسالة قوية لإسرائيل مفادها أن قدرات حزب الله العسكرية تتطور باستمرار وبطرق غير تقليدية تجعل من الصعب مواجهتها.
تحذير استثنائي من قلب الأنفاق
أظهر الفيديو المنشور شبكة ضخمة من الأنفاق تحت الأرض، مجهزة بمعدات حديثة تشمل أنظمة إضاءة وأجهزة حاسوب، تعبر خلالها الشاحنات المحملة بالصواريخ دون توقف.
هذه الأنفاق ليست مجرد ممرات ضيقة، بل متاهات واسعة تمثل “مدنًا” تحت الأرض، ما يجعل اكتشافها أو تدميرها تحديًا كبيرًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
التهديد غير المعلن
من خلال منشأة “عماد 4″، يبدو أن حزب الله لم يكشف فقط عن قدرة معينة بل ألمح أيضًا إلى ما هو أكبر، فالفيديو لم يُظهر كل ما يمتلكه الحزب، ما يترك العدو في حالة من التخبط والتساؤل حول حجم التهديدات المخفية تحت الأرض.
التحليلات العبرية كانت خجولة في تناول هذا الحدث، حيث لم تتمكن من الغوص في التفاصيل العميقة، وكأنها تنتظر قرارات سياسية وتعليمات لطبيعة التعاطي.
سقوط التفوق الجوي الإسرائيلي
الكيان الإسرائيلي المؤقت لطالما اعتمد على تفوقه الجوي لضمان الأمن وردع التهديدات، لكن مع ظهور هذه الأنفاق المعقدة والقدرة على إخفاء الصواريخ تحت الأرض، يجد العدو نفسه أمام معضلة جديدة. فالتفوق الجوي لا يستطيع اختراق الأرض، ولا يمكنه اكتشاف هذه المنشآت التي تعمل كقواعد صاروخية محصنة بعيدة عن أعين المخابرات الإسرائيلية.
صواريخ دقيقة وحسابات جديدة
كلمات الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، والتي سُمعت في الفيديو، كانت واضحة: الصواريخ الدقيقة قادرة على استهداف أي نقطة داخل الكيان الإسرائيلي، من كريات شمونة في الشمال إلى إيلات في الجنوب.
هذه القدرة تعني أن منظومة كيان الاحتلال سياسياً وعسكرياً واقتصاديًا وأمنيًا باتت تحت تهديد مستمر، وأن أي مغامرة عسكرية قد تكلفها غاليًا.
حالة من الشلل والتحفظ
التحليلات الإسرائيلية، رغم قلة ظهورها، تظهر حالة من الشلل والتحفظ في التعامل مع هذه الرسالة الواضحة من حزب الله، فالإعلام العبري اعترف بالصدمة، حيث وصفت بعض وسائل الإعلام هذه الأنفاق بأنها “سلاح يوم القيامة” الذي يكشف عن جزء من قدرات الحزب المخفية.
كما أشارت إلى أن هذه المنشآت الجديدة قد تجبر القيادة الإسرائيلية على إعادة تقييم كافة حساباتها وخططها.
استراتيجية حزب الله: رسائل متعددة الأوجه
حزب الله لا ينتظر المواجهة الكبرى بل يرسل رسائل تهديد متواصلة على شكل تصعيد محسوب، وهذه الاستراتيجية تحقق أهدافًا نفسية، إذ تبعث برسائل مفادها أن الحرب المقبلة لن تكون كسابقاتها.
أما الأنفاق المحصنة فتمثل تحديًا استراتيجيًا، حيث تمنح الحزب قدرة على إطلاق الصواريخ وإخفائها في الوقت ذاته، مما يزيد من تعقيد أي عملية عسكرية لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
المعركة النفسية ضد إسرائيل
الإعلان عن “عماد 4” لم يكن مجرد استعراض للقوة، بل هو جزء من معركة نفسية شاملة، فالفيديو بحد ذاته يحمل رسالة واضحة مفادها أن: إسرائيل ليست في مأمن من قدرات حزب الله المتطورة، وأن أي خطوة خاطئة قد تقود إلى كارثة استراتيجية.
من هنا يظهر أن المقاومة الإسلامية لا تكتفي فقط بالدفاع، بل تفرض قواعد جديدة للعبة، تجعل من العدو الإسرائيلي أكثر توترًا وترددًا في اتخاذ أي قرار عسكري.
في المحصلة
في ظل هذا التطور الجديد، يبدو أن إسرائيل أمام واقع جديد غير مألوف، ومنشأة “عماد 4” لا تمثل فقط تهديدًا عسكريًا بل تحديًا نفسيًا واستراتيجيًا، خاصة مع بقاء منشئات عماد ١ و٢ و٣ مجهولة حتى اللحظة لكيان الاحتلال.
أما حزب الله يثبت مجددًا أنه قوة لا يمكن التقليل من شأنها، وأنه قادر على ابتكار أساليب جديدة تجبر العدو على إعادة حساباته في كل مرة.