خسائر ثقيلة ونتائج متواضعة: السفينة الحربية البريطانية “دايموند” تعود بعد فشلها في البحر الأحمر
متابعات خاصة – المساء برس|
بعد رحلة امتدت لمسافة 44 ألف ميل بحري وقضاء 151 يوماً في البحر الأحمر، عادت السفينة الحربية البريطانية “إتش إم إس دايموند” إلى ميناء بورتسموث في المملكة المتحدة لإجراء عملية صيانة شاملة، بعدما تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة لهجمات صاروخية باليستية من قبل قوات صنعاء. وعلى الرغم من أن بريطانيا لم تعترف رسمياً بتلك الهجمات، فإن تصريحات قائد السفينة، بيت إيفانز، كشفت الصعوبات الكبيرة التي واجهها طاقمه خلال المهمة.
وفي مقابلة مع قناة “بي إف بي إس فورسز نيوز”، تفاخر إيفانز بإسقاط سبع طائرات مسيّرة هجومية للحوثيين في يوم واحد فقط، معتبراً ذلك إنجازاً كبيراً، رغم أن خبراء عسكريين قللوا من أهمية هذا الإنجاز. وأشاروا إلى أن السفينة عادت وهي تحمل علامات استعراض للقتل رسمها الطاقم، في محاولة للتغطية على الخيبة التي منيت بها مهمتهم في البحر الأحمر.
ورغم محاولة إيفانز تصوير مهمته على أنها نجاح، أكد مراقبون أن السفينة عادت للخضوع لصيانة طارئة بسبب الأضرار التي لحقت بها من هجمات قوات صنعاء، وخاصة الصواريخ الباليستية التي استهدفتها في يونيو الماضي، والتي أكد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أنها أصابت هدفها بدقة.
إضافة إلى الأضرار المادية التي لحقت بالسفينة، فإن تكلفة الدفاع ضد هجمات الحوثيين كانت باهظة، حيث أطلقت السفينة ذخائر باهظة الثمن، مثل صواريخ “سي فايبر” التي تكلف الواحد منها أكثر من مليون جنيه إسترليني، لمواجهة طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة. إلى جانب ذلك، استهلك طاقم السفينة كميات هائلة من المواد الغذائية، مثل 1362 علبة من الفاصوليا المخبوزة، و5837 بيضة، و10896 لتراً من الحليب، و36750 كيلوجراماً من البطاطس، وهو ما وصفه المراقبون بأنه تكلفة تفوق بكثير سعر طائرات الحوثيين.
على الرغم من استعراض القائد البريطاني لما اعتبره “إنجازات بطولية”، إلا أن الخسائر التي تكبدتها السفينة والمهمة الفاشلة في البحر الأحمر تؤكد أن سيطرة الحوثيين على المنطقة البحرية لا تزال قوية، مما يشكل تحدياً كبيراً للسفن الحربية الغربية التي لا تزال تكافح لصد الهجمات المتقدمة التي تشنها قوات صنعاء.