صحيفة أميركية: عصر حاملات الطائرات يغرق
صنعاء – المساء برس|
كشفت صحيفة أميركية، اليوم الأربعاء، بأن حاملات الطائرات الأميركية أصبحت تشكل كابوسًا حقيقيًا للبحرية الأميركية، وباتت قديمة ومصدر ضعف في الحروب الحديثة.
وأوضحت صحيفة “ناشيونال إنترست“، في مقال للكاتب براندون جيه ويتشرت، إن حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأميركية التي كانت في الماضي تعد رمزًا للقوة العسكرية، أصبحت ترى بشكل متزايد على أنها أصبحت قديمة وعرضة للخطر في الحروب الحديثة.
وأشارت إلى أنه مع تقدم تكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن، وخاصة في الصين وبين مجموعات مثل الحوثيين، تواجه حاملات الطائرات خطر تحولها إلى عبء مكلف.
ويرى ويتشرت، أنه ينبغي على الولايات المتحدة بدلًا من الاستمرار في الاستثمار بكثافة في هذه الأنظمة القديمة، أن تركز على توسيع أسطولها من الغواصات وتطوير سفن حربية أصغر حجمًا وأكثر قدرة على المناورة، وتطوير تقنيات الصواريخ والأسلحة الأسرع من الصوت لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية.
حاملات الطائرات: نظام قديم لا يستحق التكلفة
وبحسب الكاتب، فإن السفينة الحربية المفضلة لدى الأميركيين في الحقبة السابقة كانت البارجة الحربية، وقدر حرمت من الوصول إلى الأميركيين في المحيط الهادئ في بيرل هاربور، حيث غرقت أسطول المحيط الهادئ من السفن الحربية، ولأن البحرية اضطرت إلى الاستجابة بسرعة للهجوم الياباني، فقد اضطرت إلى الابتكار، حيث لم يمس الهجوم الياباني على بيرل هاربور حاملات الطائرات الخاصة بها، لذلك كان لزامًا على الاستراتيجية الأميركية وضع حاملات الطائرات في قلب استراتيجية واشنطن للفوز بالحرب وهزيمة اليابان، وقد نجحت الولايات المتحدة في تحقيق ذلك.
وأوضح أن متوسط تكلفة بناء حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية ـ حاملة طائرات عملاقة، مثل حاملة الطائرات الأميركية الجديدة من فئة جيرالد فورد ـ أكثر من 13.3 مليار دولار. وتكلف صيانتها مئات الملايين من الدولارات. أما الطُرز السابقة فهي أقل تكلفة قليلاً. وتمتلك الولايات المتحدة 11 حاملة طائرات. وهذه السفن الحربية هي أكبر حاملات طائرات في العالم، حيث تبلغ مساحة سطحها للإقلاع والهبوط ضعف مساحة أي أسطول حاملات طائرات آخر في العالم.
ولكن تعقيد هذه الطائرات وتكلفتها الباهظة، يقول ويتشر، لا تجعلها أهدافاً مغرية للمنافسين فحسب، بل إن تدميرها أو إلحاق أضرار جسيمة بها أثناء القتال من شأنه أن يجعلها في واقع الأمر أصولاً ضائعة، وسوف تضيع مليارات الدولارات وسوف تتدهور قدرات البحرية الأميركية على إظهار قوتها بشكل خطير.
حاملة الطائرات هي سفينة حربية لهذا الجيل: عفا عليها الزمن
“وكما كانت البارجة الحربية نتاجاً ثانوياً لعصر مضى عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، فإن حاملة الطائرات الحديثة هي رمز لعصر مضى منذ زمن بعيد”، وفق الكاتب. ويضيف: واليوم، تستطيع ترسانات هائلة من الصواريخ طويلة ومتوسطة المدى أن تطغى على دفاعات حاملات الطائرات وغيرها من السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية، وأصبحت الصين بارعة في بناء قدراتها المضادة للسفن إلى الحد الذي يخشى معه العديد من المتخصصين في الحرب البحرية أن تصبح حاملة الطائرات غير فعالة في القتال، إذا اندلعت حرب صينية أميركية حول تايوان.
وليس الأمر يقتصر على القوى العظمى الصاعدة، مثل جمهورية الصين الشعبية، التي أنشأت ترسانة ضخمة من الصواريخ المضادة للسفن الرخيصة (مقارنة بتكلفة حاملات الطائرات الأميركية) والتي يمكن أن تقلب سياسة الدفاع الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ رأسا على عقب، حيث أثبتت جماعات صغيرة مثل الحوثيين في اليمن، المزايا غير المتكافئة التي توفرها الصواريخ المضادة للسفن لأعداء الولايات المتحدة، ففي مقابل جزء بسيط من تكلفة حاملات الطائرات الأمريكية، أثبت الحوثيون في أواخر عام 2023 أنهم قادرون على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بمثل هذه الصواريخ.
“وبعد هجوم حماس على “إسرائيل” في الـ7 من أكتوبر 2023، تدخل الحوثيون إلى جانب حماس وبدأوا في مضايقة التجارة البحرية الأجنبية من خلال إطلاق موجة متواصلة من الهجمات في البحر الأحمر. ومن خلال القيام بذلك، عملوا على تعقيد الشحن الدولي، وزيادة المخاطر في هذه الصناعة المهمة، وزيادة تكلفة السلع على الجميع (نظرًا لأن الاقتصاد العالمي يعتمد على التجارة البحرية).”
ويشير إلى أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت البحرية الأميركية بمثابة الضامن الأخير لطرق التجارة البحرية الواسعة النطاق في العالم ــ وخاصة في الشرق الأوسط، ولكن وجود الصواريخ المضادة للسفن التي يمتلكها الحوثيين كان ذلك أكثر من كاف لإبعاد الجزء الأكبر من البحرية الأميركية عن التدخل في البحر الأحمر.
ونتيجة لذلك، وفق الكاتب الأمريكي، استمر الرعب في البحر الأحمر لفترة أطول كثيراً مما كان ليحدث عادة، وكان تردد البنتاغون في نشر الأصول البحرية الباهظة الثمن تحت قيادته في المنطقة لوقف الهجمات في أعالي البحار سبباً في زيادة حدة الهجمات الإرهابية على الجميع، فضلاً عن أنه أرسل إشارة إلى المنافسين، مثل الصين، مفادها أنهم لا يخشون كثيراً أسطول حاملات الطائرات الأميركية الذي كان مخيفاً في السابق.
وأشار إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة، بدلًا من إهدار ميزانيتها على أنظمة قديمة لن تكون مفيدة، عليها أن إعادة تعزيز وتوسيع اسطول الغواصات والاستثمار في السفن السطحية الأصغر حجمًا والأكثر قدرة على المناورة والأصعب تدميرًا، والاستثمار أيضًا في الأسلحة الأسرع من الصوت وأسلحة الفضاء الجديدة لمواجهة التهديدات التي تواجهها قواتها على مستوى العالم، مضيفًا: وإلى أن يتخذ البنتاغون هذه الإجراءات، ستستمر فعالية الجيش الأمريكي ضد أعدائه في التدهور.