نتنياهو يستنجد ويستجدي الغرب لحماية نفسه وإسرائيل!
د. بسام روبين – وما يسطرون|
أزال طوفان الأقصى الأقنعة التي كان يتحصن بها العدو الصهيوني ليخدع العالم والحلفاء بأنه الأقوى في هذا الإقليم ولا أحد ينازعه على ما يقوم به، وقد أجاز القانون الدولي أعمال طوفان الأقصى كنوع من أنواع مقاومة المحتل لاسترداد الأرض المغتصبة فجاءت ردة فعل جيش الإحتلال وحلفائه خالية من الأخلاق وفارغة من جميع أشكال الإنسانية والقيم النبيلة في حين أن الخطاب الغربي يمتهن الأخلاق زورا وكذبا ويسوقها كذرائع للضغط على دول ثبت للعالم أن تلك الدول تحترم حقوق الإنسان بصورة أجمل وأفضل مما ظهرت به إسرائيل والداعمين لها كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مما زاد من جنون نتنياهو ودفع به لممارسة جميع أشكال القصف والقتل العشوائي ضد الأطفال والنساء والأبرياء واختتم جرائمه القذرة بإغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس فريق التفاوض المزعوم على أرض إسلامية منتهكا سيادة إيران لا بل أهانها أمام العالم وكشف بعض عيوبها الأمنية.
ولكن هذا التصرف الساذج أعطى إيران حقا وشرعية في الرد على هذا العدوان السافر بعد أن كانت إيران وفي عهد الرئيس الراحل رئيسي قد إنتقلت من مرحلة الصبر الإستراتيجي إلى مرحلة الهجوم المنضبط مما جعل حجم الإهانة الكبيرة لإيران يدفع بها مجددا لرد معقد ومركب قد يلحق خسائر إقتصادية وبشرية لم تعهدها إسرائيل من قبل فاستشعر نتنياهو بالخوف والرعب من ردة الفعل الإيرانية الممكنة، فبدأ يستنجد بالغرب وبالحلفاء لحماية إسرائيل وطمأنة الجبهة الداخلية بعد أن تعطلت كافة أشكال الحياة داخل إسرائيل وبدأ نتنياهو يختبئ ويجتمع داخل الملاجئ هو ومجموعة المتطرفين الذين يقودون إسرائيل إلى زوالها ولا يؤمنون بحل الدولتين ولا بجميع أشكال المبادرات العربية فاستجابت أمريكا وحركت بوارجها بشكل غير مسبوق لطمأنة الصهاينه وردع محور المقاومة.
وكانت النتيجة إصرار إيران وحزب الله والقوات المسلحة اليمنية على مباغتة إسرائيل بضربه قوية وغير مسبوقة والأخطر من ذلك على إسرائيل أن أساطيل الحلفاء ونظرا للمبالغة بنشرها زادت من الرعب والهلع في صفوف الإسرائيليين واعتبروها إشارة على نوعية الضربة القادمة وانشغلوا بالإختباء بالملاجئ وسحب المواد التموينية والعلاجات من الأسواق في مظهر يبين هشاشة هذا الكيان وضعفه في الأزمات.
ولكن المبادرة الأمريكية تدخلت كعادتها لإعطاء عطوة للصهاينة وطمأنتهم بأنه لا ضربه لحين إجتماع المفاوضات المتوقع وربما نجحت هذه المبادرة في تأخير الرد لمراقبة ما سيحصل يوم الخميس حيث جاء رد حماس قويا فوضع الكرة في مكانها التفاوضي الصحيح السابق لإبطال مفعول أي خطط مخادعة تهدف لمنح مزيدا من الوقت لنتنياهو خارج الملاجئ.
وهنا أتساءل ما فائدة المرجلة والزعرنة التي يتبعها قول دخلك إلحقني مع الإستجداء بالحلفاء لردع إيران لتنعيم وتخفيف حدة الثأر علما بأن الضربة المتوقعة والتي ستشكل خطرا كبيرا على إسرائيل قد تكون من حزب الله، ولو أن نتنياهو والمتطرفين فكروا بعقولهم بتبعات ما يقومون به من جرائم قتل واغتيالات لما ظهروا بهذا الشكل الضعيف أمام العالم ولما كشفوا زيف حلفائهم الذين يدعون الأخلاق والقيم بينما هم يدعمون جرائم العدو الصهيوني ويطالبون إيران بعدم إستهداف المدنيين وهم يمارسون القتل في كل دقيقة، غير أن البيت الأبيض ما زال يظهر بشكل غير مناسب وضعيف أمام جرائم نتنياهو، ولا يستخدم أي من أوراق الضغط التي بحوزته، علما بأن محور المقاومة أشار في أكثر من موقف على أن جميع الجبهات قد تهدأ اذا ما تم وقف إطلاق النار على غزة، مع أن ما يشاع من محاولات لوقف الحرب ضمن صفقة تراعي شروط حماس وتحقق السلام في المنطقة أمر يسر السامعين والناظرين ونأمل أن يتحقق السلام فيسبب ردعا إجباريا لإسرائيل يمنعها من إرتكاب وممارسة أي جرائم مستقبلا ويفرض عليها حل الدولتين وفقا لما جاء بالمبادرة العربية بالرغم مع أن الكنيست أقر تنصله من أي مشروع سلام يطالب به العرب والبيت الأبيض.
وتبقى الكرة في ملعب التفاوض حتى نرى في أي شباك ستستقر يوم الخميس، وهل يتم وقف الحرب وإسترضاء إيران وحزب الله والتقيد بشروط حماس غير منقوصة أم سندخل في حرب شاملة تشكل بداية نهاية إسرائيل وكسر قوة وتواجد البوارج الأمريكية وحاملات الطائرات؛ لأن دولا عظمى كروسيا والصين ستشترك مرغمة في هذه الحرب وستضع إمكاناتها ضد أمريكا وحلفائها.