كيف تحولت التكنولوجيا العسكرية الأمريكية والإسرائيلية من رمز للقوة إلى عبء مالي واستراتيجي؟
خاص – المساء برس|
تتباهى شركات الدفاع الغربية، بما في ذلك الأمريكية والإسرائيلية، بتقنياتها العسكرية المتطورة، إلا أن هذه التكنولوجيا، التي يفترض بها أن تكون سلاحًا فعالًا في الحروب غير المتكافئة، غالبًا ما تُظهر عيوبًا كبيرة على أرض الواقع.
من أنظمة الدفاع الصاروخي المعيبة إلى حاملات الطائرات باهظة الثمن، يظهر أن الشيء الوحيد الذي يعمل باستمرار هو آلة الربح التي تستفيد من الصراعات دون أن تحقق الأهداف الاستراتيجية المعلنة، وهذا ما أثبتته الحرب الحالية الدائرة بين محور فلسطين والمحور الإسرائيلي الصهيوني الأمريكي.
وفي تقرير لمجلة “Jacobin” الأمريكية التي تقدم تحليلات سياسية واجتماعية من منظور اشتراكي، أشار الباحث “صموئيل جيديس”، بالقول: “لطالما كانت إسرائيل بمثابة مختبر للأسلحة الغربية، حيث جربت تكنولوجيا جديدة في صراعاتها الإقليمية. ومنذ الثمانينيات، أصبح لديها سمعة في تطوير تكنولوجيا عسكرية متقدمة، لكن مع مرور الوقت، أظهرت هذه الأنظمة عجزها عن مواجهة الأسلحة الرخيصة والفعالة التي يستخدمها خصومها، وكمثال فإن الهجوم الفلسطيني على إسرائيل في أكتوبر الماضي هو مثال على هذا الفشل، حيث أظهرت الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية كفاءتها المحدودة أمام أسلحة غير مكلفة نسبياً”.
وفي نفس السياق، يشير التقرير الذي رصده وترجمه “المساء برس” إلى التجربة المماثلة في اليمن، “حيث أظهرت الطائرات بدون طيار والصواريخ الرخيصة التي يستخدمها الحوثيون فعالية أكبر بكثير مقارنةً بالنظم الدفاعية الغربية المتطورة، والتي أثبتت تكلفتها الباهظة وعدم فعاليتها في التصدي لهذه التهديدات”.
علاوة على ذلك، كشف التقرير عن أخطاء بمليارات الدولارات في أنظمة الدفاع الأمريكية، مثل حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” ونظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي، التي أظهرت عدم كفاءتها البالغة في مواجهة التهديدات البسيطة مقارنة بتكلفتها الهائلة.
هذا الوضع يطرح تساؤلات حول جدوى استثمار مليارات الدولارات في تكنولوجيا عسكرية تعجز عن تحقيق الأهداف المرسومة، ويشير إلى ضرورة إعادة توجيه هذه الأموال نحو تحسين الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية، وهو ما قد يكون أكثر نفعًا من الاستمرار في إنفاقها على برامج دفاعية غير فعالة.