تكنولوجيا الأسلحة الغربية والإسرائيلية: من الرمزية إلى العبء المالي والاستراتيجي
خاص – المساء برس|
تحتل التكنولوجيا العسكرية الغربية والإسرائيلية مكانة بارزة في الخطاب العسكري العالمي، حيث يتم الترويج لها كرمز للقوة والتفوق العسكري. ومع ذلك، فإن تقريرًا جديدًا نشرته مجلة “Jacobin” الأمريكية يسلط الضوء على التحولات الكبيرة في فعالية هذه التكنولوجيا، موضحًا كيف تحولت من كونها رمزًا للقوة إلى عبء مالي واستراتيجي.
التكنولوجيا العسكرية: القصور والفجوات
يبدأ التقرير الذي رصده وترجمه “المساء برس” بالإشارة إلى أن الشركات الكبرى في قطاع الدفاع، مثل لوكهيد مارتن وراثيون ورايثيون، تتباهى بتقنياتها المتطورة. لكن الواقع يظهر أن هذه الأنظمة تعاني من نقص كبير في الفعالية عند تطبيقها في الصراعات غير المتكافئة. يظهر تقرير “Jacobin” أن الأنظمة الدفاعية مثل نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي ونظام “باتريوت” الأمريكي لا تلبي التوقعات في الميدان، وغالبًا ما تفشل في التصدي للتهديدات الفعلية بشكل فعال.
أمثلة على الفشل
ويوضح التقرير أن نظام “باتريوت”، الذي يُفترض أنه عالي الدقة في اعتراض الصواريخ، أظهر أداءً مخيبًا للآمال خلال حرب الخليج عام 1991، حيث تقلصت نسبة نجاحه من 80% إلى أقل من 10% وفقًا لدراسات لاحقة. في السنوات الأخيرة، تجلى ضعف هذه الأنظمة خلال الهجمات الفلسطينية على إسرائيل، حيث أكدت التقارير أن نظام “القبة الحديدية” لا يستطيع دائمًا التصدي بنجاح للهجمات، مما يؤدي إلى استنزاف هائل للموارد المالية.
تكنولوجيا الأسلحة الرخيصة: الفعالية والتفوق
وعلى النقيض من ذلك، يبرز التقرير فعالية الأسلحة الرخيصة التي يستخدمها الخصوم غير المتكافئين. في اليمن، مثلاً، أثبتت الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تستخدمها حركة أنصار الله فعاليتها العالية مقابل التكنولوجيا الغربية المكلفة. حيث أظهرت هذه الأسلحة قدرتها على تحقيق أهداف استراتيجية بتكاليف منخفضة، بينما تظل الأنظمة الدفاعية الغربية عاجزة عن التصدي لهذه التهديدات بشكل فعال.
النظرة إلى الصراعات الإقليمية
ويشير التقرير أيضًا إلى كيف أن الدول التي تمتلك تكنولوجيا عسكرية متقدمة، مثل إسرائيل والولايات المتحدة، تجد نفسها في مواجهة أسلحة أقل تكلفة لكنها أكثر فعالية. في السياق الإيراني، على سبيل المثال، قدمت طهران أسلحة متقدمة وبأسعار منخفضة، مما أظهر ضعف النظم الدفاعية الغربية. كما أظهر الهجوم على حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” أن تكلفة الدفاعات المتطورة يمكن أن تتجاوز بكثير تكلفة الهجمات البسيطة التي تواجهها.
أزمة الإنفاق العسكري
ويسلط التقرير الضوء على أزمة الإنفاق العسكري الضخم، مستشهدًا بالطائرة المقاتلة F-35 كرمز للإسراف في الإنفاق على التكنولوجيا العسكرية. يتوقع أن تتجاوز تكلفة برنامج F-35 1.7 تريليون دولار، وهو مبلغ يمكن أن يحل العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية في الولايات المتحدة. من الواضح أن هذه الاستثمارات الكبيرة في التكنولوجيا العسكرية لا تحقق النتائج المرجوة، مما يستدعي إعادة التفكير في كيفية تخصيص الموارد العسكرية.
الخلاصة
ويخلص التقرير إلى أن التكنولوجيا العسكرية الغربية والإسرائيلية، رغم تفوقها النظري، تعاني من أوجه قصور خطيرة عند تطبيقها في الصراعات غير المتكافئة. في المقابل، فإن الأسلحة الرخيصة والفعالة التي يستخدمها الخصوم تظهر تفوقًا كبيرًا على الأنظمة الدفاعية المكلفة. يشير هذا التفاوت إلى الحاجة الملحة لإعادة تقييم الإنفاق العسكري وتوجيه الموارد نحو تحسينات أكثر عملية وفعالية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية.