السنوار الذي صفع نتنياهو للمرة الثالثة

محمد بكر – وما يسطرون|

إذا بحثت في رؤوس كبار القادة الأمنيين والعسكريين والإسرائيليين هذه الأيام، فلن تجد سوى الندم عندما أفرجوا عن يحيى السنوار في صفقة جلعاد شاليط التي أبرمتها حركة حماس مع الاحتلال بوساطة مصرية في العام 2011، الرجل الاستثناء بكل ماتعنية الكلمة من معنى على مستوى القيادة وادارة القدرات وتصنيع مفاتيح النصر والإيلام .

تسمية حركة حماس ليحيى السنوار كرئيس لمكتبها السياسي هو أول الردود الفاعلة على اغتيال اسماعيل هنية ، السنوار الذي ينتمي لجناح الصقور كما تسميه اسرائيل يوجه رسالة النار والحراب لإسرائيل ، ووصوله لقيادة الحركة هو يشكل بالمعنى السياسي الصفعة الثالثة التي يوجهها القائد القديم الجديد لنتنياهو الذي دأب ومنذ بداية الحرب على غزة للوصول إلى رأس السنوار وأخيه محمد قائد لواء خان يونس، لما يدركه نتنياهو بأن مثل هذا الاغتيال لو حدث، فهو يشكل انهيار أحد أعمدة البيت الداخلي الحمساوي وتحديدا جناحه العسكري والأمني .

الصفعة الثانية كانت عقب أحداث معركة سيف القدس التي خاص تفاصيلها ويومياتها الميدانية ، يحيى السنوار جنبا إلى جنب مع محمد الضيف ، واستطاع تعرية الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي وصفعه نتيجة الفشل الميداني الذي لحق بقوات الاحتلال ، وقتها قال السنوار جملته المعروفة: لو كانت هناك قيادة وإدارة اسرائيلية بحق لقطعت رؤوس قادتها المسؤولين عما سمي إسرائيلياً حارس الأسوار .

أما الصفعة الأولى فتجلت في خيبة نتنياهو وامام عدسات الكاميرا عند حاول ( زركشة ) حدث الوصول لمنزل السنوار في الحرب الأخيرة وكأن الجدران والبيت الفارغ صيدٌ ثمين أو إنجاز ميداني خارق .

قبل ستة سنوات أطل السنوار في مقابلة مشهورة على قناة الميادين وأعلن حينها أن المقاومة تطور قدراتها نوعياً ودراماتيكياً وأي مواجهة قادمة سيرى العالم مايقر به العيون وهذا ما تم تنفيذه حرفياً في معركة طوفان الأقصى سواء بقذائف الياسين أو قناصات وبنادق الغول .

وقتها تحدث السنوار عن كمائن تستطيع المقاومة من خلالها استدراج الاحتلال وإيقاع اكبر الخسائر به ، وهذا مايشهده الميدان اليوم بكل التفاصيل ودقائق الأمور التي تحدث عنها السنوار قبل سنوات .

وجود السنوار على رأس الحركة هو يبعث برسائل نارية للاحتلال لجهة طبيعة المرحلة القادمة ودلالات قطعية أن الحركة مازالت قوية، فاختيار السنوار بصفته الأقرب للأمنية والعسكرية والذي كان مؤسساً لجهاز الأمن والدعوة للحركة” مجد ” ، هو يدلل على مسار ميداني وأمني وسياسي مختلف كلياً عن السابق من حيث الشكل والمضمون والشروط التفاوضية المستقبلية .

قد يعجبك ايضا