قوات الانتقالي في عدن تقتل متظاهرين في مليونية عشال
عدن – المساء برس|
في حادثة أثارت استياءً واسعاً، أطلقت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، النار على المشاركين في ما أسمتها “مليونية عشّال” السلمية في مدينة عدن، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين.
ذكرت وسائل إعلام محلية أن القتيلين هما محمد تباع الكازمي، المنتمي لأسرة حيدرة باكازم، ووليد النخعي. ونُقل عن مصادر أن خمسة متظاهرين أصيبوا بجروح متفاوتة جراء إطلاق النار، فيما اختُطف أكثر من 20 شاباً من المشاركين في التظاهرة، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وأفادت المصادر أن حشود المواطنين التي توافدت إلى ساحة العروض في مدينة عدن تعرضت لحملة قمع عنيفة من قبل قوات المجلس الانتقالي. وأوضحت أن القوات قطعت الشوارع المؤدية إلى ساحة العروض بمديرية خورمكسر، ونشرت عربات مدرعة ودوريات عسكرية في الساحة ومداخلها، وأطلقت الرصاص الحي باتجاه موكب قبائل أبين وشبوة والمهرة لاعتراضهم في نقطة العلم، الأمر الذي أجبر المئات منهم على مواصلة طريقهم سيراً على الأقدام. ورغم هذه الإجراءات القمعية، تمكن الآلاف من الوصول إلى ساحة العروض والمشاركة في “مليونية عشّال”.
تأتي هذه التظاهرة في سياق مطالبات أبناء قبيلة الجعادنة من محافظة أبين ومعهم المئات من أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية بالقبض على مختطفي المقدم علي عشال الجعدني، وهو أحد القيادات القبلية البارزة، الذي لا يزال مصيره مجهولاً منذ اختطافه قبل شهرين. وتتهم الفصائل القبلية قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالتورط في اختطافه.
في السادس عشر من يوليو الماضي، شهدت ساحة العروض بمديرية خور مكسر في محافظة عدن فعالية جماهيرية نظمها أبناء قبيلة الجعادنة وأبناء المحافظات الجنوبية للمطالبة بالكشف عن مصير المقدم علي عشال الجعدني ومحاسبة المتورطين في اختطافه.
وتشهد مناطق جنوب اليمن، تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي، حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، حيث تتداخل المصالح الإقليمية مع الصراعات المحلية. فيما الدعم الإماراتي للمجلس الانتقالي الجنوبي ساهم في تعزيز قدراته العسكرية، لكنه أدى إلى تعميق الانقسامات والتوترات الداخلية.
التظاهرات الأخيرة وعمليات القمع العنيفة التي تعرض لها المتظاهرون تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها عدن والمناطق الجنوبية في ظل النفوذ الأجنبي والصراعات المحلية المستمرة. فيما الوضع الأمني الهش والاحتقان الشعبي المتزايد ينذران بتصاعد التوتر في الجنوب الأمر الذي يشير الى احتمالية وصول الامر لصدام مسلح واسع النطاق.