ها قد بدأت بركات زيارة “نتنياهو” إلى أمريكا بالظهور، ويبدو أنّ عصابة الحرب الصهيونيّة قد حصلت على تجديد للتفويض الممنوح لها معزّزاً بضمانات من أجل إتمام “المهمّة”، وبما يؤكد أنّ حرب الإبادة والتهجير التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني هي بالأساس حرب أمريكيّة غربيّة يخوضها الكيان بالوكالة:
ـ المزيد من المجازر التي تُسمّى بشكل خبيث ووضيع “ضغطاً عسكريّاً” بهدف “تحسين” شروط التفاوض والهدنة، في حين أنّ الغرض الأساسي إفشال عملية التفاوض وتفجير المفاوضات وإطالة أمد الحرب.
ـ توسيع نطاق الحرب باعتبار أنّ أيّ إضعاف لقوّة “حزب الله” ومحور الممانعة مهما صَغُر سيصبّ في نهاية المطاف في المصلحة الأمريكيّة، حتى لو أتى ذلك على طريقة “فخّار يكسّر بعضه”، وعلى حساب الكيان الصهيوني نفسه و”جيشه” ويمينه المتطرّف باعتبارها جميعاً قد أصبحت أوراقاً إستراتيجيّة محروقة بالنسبة لأمريكا والغرب، والعمل جارٍ حالياً على “ترقية” إسرائيل جديدة في المنطقة بصيغة جديدة.
ـ المزيد من الانخراط الصريح لـ “الحلفاء” العرب المتواطئين “من تحت لتحت” وفي الغرف المغلقة، سواء عبر مسمّى “قوّات حفظ سلام” أو أي صيغة أخرى ستحاول أمريكا فرضها، وذلك بعد أن تنهك وتستنزف جميع القوى على الأرض إلى أقصى قدر ممكن، وفي مقدمة ذلك الحاضنة الشعبية للمقاومة.
ـ المزيد من اللعب على وتر الفتنة والانقسام الفصائلي والطائفي والعنصريات بأنواعها باعتبارها وصفة قديمة جديدة مجرّبة، وزيادة جرعة الضخ الدعائي والتحريضي عبر الإعلام العميل والأقلام المأجورة والذباب الإلكتروني وجماهير الدهماء على اختلاف مشاربهم.
الصاروخ الذي سقط على “مجدل شمس” العربيّة الدرزيّة في الجولان المحتل هو دفعة باتجاه الكلام أعلاه، ومع أنّ هذا الأسلوب الصهيو – أمريكي الرخيص في افتعال الأحداث وفبركتها وتوجيهها وتجييرها قد أصبح مفضوحاً، وفيلماً محروقاً، إلّا أنّ ما يستفزّ أكثر هو ثقة العدو الصفيقة بأنّنا شعوب بلا ذاكرة ويمكن أن تنطلي علينا نفس الحيل كلّ مرّة!
في المقابل، فإنّ غطرسة العدو ومكابرته هي ما تجعله يصرّ للآن على إنكار هزّة الوعي العنيفة التي استطاع “طوفان الأقصى” إحداثها لدى “الكتلة الحرجة” المطلوبة من الشعوب العربيّة و[الإسلاميّة].
كما أنّ غطرسة العدو هي التي تجعله يصرّ على إنكار أنّ زمن فرض الإملاءات على المقاومة بجميع جبهاتها وحواضنها الشعبيّة قد ولّى، وأنّ الكلمة الفصل أولاً وأخيراً للميدان، ندّاً بندّ، وضربةً بضربة، ووجعاّ بوجع.
المتوقّع من المقاومة هنا ألّا تنجرف وراء مناورة العدوّ الخبيثة كما حدث في مجزرة المستشفى المعمداني مثلاً، وألّا تسمح له بحشرها في خانة الدفاع عن النفس ومحاولة إثبات عدم مسؤوليتها عن صاروخ “مجدل شمس”، وأن تكون هي صاحبة المبادرة وتقلب الطاولة على العدو إعلاميّاً ودعائيّاً، ليس فقط من خلال ردّ التهمة إلى نحره، بل وأيضاً من خلال تأكيدها بأنّها هي التي لن تسمح لجريمة العدو هذه وكذبته وفبركته القذرة أن “تمرّ مرور الكرام”، وأنّها هي التي ستبادر إلى معاقبته والاقتصاص منه على جريمته النكراء.
وبموازاة ذلك فإنّ المتوقّع من الجماهير العربية أن تمتنع عن استقاء معلوماتها من إعلام العدو المجرم الكذّاب، وأن تتوقّف عن اتخاذ روايته باعتبارها الرواية الأساسية أو المرجعيّة التي تقاس إليها بقية الروايات.
وللأخوة الدروز ووعيهم ومواقفهم العروبية المُخلصة دور متوقّع أيضاً في قطع الطريق أمام العدو وحيله وأساليبه الرخيصة، وعدم السماح له بتجيير الدماء التي سالت لصالح أجندته القذرة!