بلومبيرغ: لقد استوعب السعوديون درساً وهم الآن حذرون من أي مواجهة جديدة مع الحوثيين
متابعات خاصة – المساء برس|
أفادت وكالة “بلومبيرغ نيوز” أن السعودية مارست ضغوطًا كبيرة على الحكومة اليمنية المنفية الموالية لها، لحثها على إعادة النظر في الإجراءات الاقتصادية المالية العقابية المتخذة ضد حكومة صنعاء، والتي تمت بدفع أمريكي للضغط على صنعاء ودفعها للتراجع عن إسنادها العسكري لغزة بوجه كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية أن الخطوة السعودية كانت محاولة منها للتهدئة بعد التهديدات التي أطلقها زعيم حركة أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي، باستهداف منشآت سعودية حساسة رداً على استهداف الجبهة الداخلية اليمنية وخاصة الجبهة الاقتصادية والمالية.
وبحسب الوكالة الأمريكية، واستناداً إلى “خمسة أشخاص لديهم معرفة مباشرة بهذه المناقشات”، فإن الرياض لوّحت بتقليل الدعم الاقتصادي والعسكري للحكومة اليمنية الموالية لها إذا تم تنفيذ التحركات ضد حكومة صنعاء، مشيرة إلى أن “الحكومة الشرعية قد تضطر لمواجهة صراع محتمل مع الحوثيين بمفردها في حال تصاعد التوترات” ما يعني تخلي الرياض عن الحكومة الموالية لها في أي صدام عسكري قادم مع حكومة وقوات صنعاء.
السعودية وإحباط القرارات الاقتصادية
وحسب بلومبيرغ، فوفقًا لمصادر مطلعة، “أكدت السعودية للحوثيين أنها تبذل جهودًا كبيرة لوقف تنفيذ التدابير الاقتصادية التي اتخذها محافظ البنك المركزي في عدن ضد البنوك في صنعاء”، واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذا التصرف السعودي يُظهر رغبة الرياض في تهدئة الوضع وتجنب تصعيد الصراع مع صنعاء.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة “فاطمة أبو الأسرار”، الباحثة في معهد الشرق الأوسط للأبحاث، قولها إن “السعودية تواجه خيارات صعبة في ظل “القفزة الكبيرة” في قدرات الحوثيين منذ عام 2015. وقد تمثل ذلك بوضوح في إرسال طائرة بدون طيار لمسافة تقارب 2000 كيلومتر من اليمن إلى قلب تل أبيب”، في إشارة إلى أن باستطاعة صنعاء بكل سهولة استهداف الرياض ومصالحها رداً على وقوفها خلف القرارات التصعيدية الاقتصادية التي كانت قد أعلنتها حكومة التحالف السعودي ضد صنعاء.
موقف السعودية من المواجهة مع صنعاء
برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون، أكد أن “السعوديين يتجنبون المواجهة الجديدة مع الحوثيين. وأوضح أن “السعوديين أدركوا أن الدعم الأمريكي قد يكون غير ثابت، حيث يمكن أن يكون الأمريكيون موجودين اليوم ويغادرون غدًا، بينما إيران والحوثيون يظلون في المنطقة ولن يرحلوا غداً”.
التحديات المستقبلية
وتعكس هذه التطورات التحديات الكبيرة التي تواجهها السعودية في إدارة الصراع مع صنعاء، ومع التهديدات المستمرة والتطورات العسكرية، ويبدو أن الرياض تحاول تحقيق توازن بين الضغط الأمريكي الذي يدفعها لإعادة التصعيد ضد صنعاء وبين الجهود الدبلوماسية السعودية الرامية لسحب الرياض من الحرب على اليمن بهدوء وتدريجياً وبما يضمن عدم التصادم من جديد مع اليمن وقوات حكومة صنعاء فيما يبقى العائق الأبرز أمام السعودية هو الضغط الأمريكي على الرياض ببقاء الوضع على حاله وعدم تمكين صنعاء من الوصول لحل نهائي ودائم لوقف الحرب على اليمن وتنفيذ الاستحقاقات والالتزامات السعودية التي يتطلب عليها أن تتحملها جراء حربها على اليمن منذ مارس 2015 حتى الآن باستثناء العامين الماضيين اللذين شهدا خفضاً للتصعيد العسكري بين الرياض وصنعاء بناءً على تفاهمات ووساطة ألمانية وعمانية أفضت لتوقيع الهدنة الموقعة نهاية مارس 2022.