“يافا” تسقط القبة الحديدية: تحليل عملية الطائرة اليمنية المسيّرة ضد تل أبيب
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
في تطور نوعي وجريء، نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية ناجحة باستهدافها يافا المحتلة في فلسطين المحتلة المسماة “تل أبيب” بطائرة مسيّرة أطلق عليها اسم “يافا”.
اخترقت الطائرة اليمنية، التي قطعت مسافة 2300 كم، الدفاعات المتقدمة للعدو، مما يعكس تطور القدرات الهجومية للجيش اليمني بشكل لافت.
تطور القدرات الهجومية
عملية “يافا” لم تكن مجرد ضربة عسكرية بل هي رسالة واضحة بأن القوات اليمنية تمتلك قدرات هجومية متقدمة وقادرة على تنفيذ عمليات دقيقة وبعيدة المدى، أما اختراق الطائرة اليمنية لدفاعات “تل أبيب” المتقدمة يعتبر إنجازًا عسكريًا كبيرًا بحد ذاته، حيث تمكنت من تجاوز أنظمة القبة الحديدية ونظام باتريوت الأمريكي، ما يعكس ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية المتقدمة.
معادلة جديدة في الصراع
الهجوم على عاصمة كيان الاحتلال “تل أبيب” وضع معادلة جديدة في الصراع، هذه المعادلة تتمثل بـ: “مدنيون مقابل مدنيين”، وهذا التحول الاستراتيجي في جبهة الإسناد اليمنية يعزز من الضغوط النفسية على المستوطنين الإسرائيليين في يافا “تل أبيب”، مما يزيد من حالة الذعر ويؤدي إلى نزوح عشرات الآلاف من المحتلين عندما تستمر العمليات اليمنية في استهداف قلب الكيان. فالتهديد المستمر من قبل القوات اليمنية بتكرار الهجمات سيكشف نقاط الضعف في الدفاعات الجوية الإسرائيلية ويزيد من الإجهاد المادي والبشري للعدو الأمر الذي سيفقد الثقة لدى المستوطنين في حكومتهم وجيشهم المحتل ويدفعهم إلى مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة بحثاً عن الأمان.
التأثيرات النفسية والاقتصادية
عملية “يافا” تركت تأثيرات نفسية عميقة على جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث برزت بشكل واضح معاناة جنود الاحتلال وقياداته ومؤسساته الأمنية والعسكرية وحتى المدنية بعد الهجمة اليمنية على تل أبيب والتي برزت في إعلان حالة التأهب القصوى التي زادت من الإجهاد النفسي والجسدي للاحتلال وقياداته ومستوطنيه، وهذا الضغط المستمر في حال تكرار العمليات اليمنية المستهدفة قلب الكيان سيؤدي إلى تكدس الملاجئ وزيادة الضغط على البنية التحتية، بسبب تكرار هروب المستوطنين من أي هجوم يمني قاتل آخر كما حدث الجمعة قبل الماضية، مما يضع الحكومة الإسرائيلية تحت ضغوط لاتخاذ إجراءات لوقف العدوان على غزة لضمان عدم تكرار اليمن استهداف قلب الكيان “تل أبيب” مرة أخرى.
أما من الناحية الاقتصادية، فالهجمات المستمرة من اليمن على “تل أبيب” يافا، ستؤدي إلى تعطيل الأنشطة الاقتصادية في عاصمة الكيان، مما سيسبب خسائر مالية كبيرة للشركات والمؤسسات التجارية، إضافة للتدهور في الثقة العامة بالاقتصاد الذي سيؤثر بشكل سلبي على الاستثمار المحلي ويضعف القدرة التنافسية لإسرائيل في الاستثمار داخل الكيان من قبل الشركات والمؤسسات التجارية الدولية.
تداعيات سياسية ودولية
من المرجح أن تعزز الهجمات اليمنية حال استمرارها على استهداف قلب كيان الاحتلال، موقف الأحزاب المعارضة داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد من الضغوط السياسية على حكومة نتنياهو، أما على الصعيد الدولي، فتكرار الهجمات قد يحفز الضغوط الدولية لإجبار إسرائيل على الدخول في مفاوضات مع المقاومة الفلسطينية، سعياً لتحقيق تهدئة وتخفيف التصعيد العسكري في المنطقة.
ما تكشفه عملية “يافا”
كشفت عملية “يافا” ضعف الدفاعات الجوية الأمريكية المتقدمة إلى جانب فشل المنظومة الإسرائيلية بأكملها، وأظهرت أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك القدرة على تنفيذ عمليات نوعية تهدد الاستقرار والأمن في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهذا التطور يمثل تحديًا جديدًا للجيش الإسرائيلي والإدارة الأمريكية الداعمة للكيان وعدوانه على غزة، ويشير إلى أن الصراع في المنطقة قد دخل مرحلة جديدة من التصعيد والمعارك المتقدمة تقنيًا بعد أن قامت إسرائيل بشن هجمات جوية مباشرة على اليمن استهدفت ميناء الحديدة وخزانات الوقود الخاصة بمحطة كهرباء الحديدة غرب اليمن على ساحل البحر الأحمر، الأمر الذي فتح المجال لليمن لفتح المعركة على الواسع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وبدء اليمن تصعيد الحرب مع كيان الاحتلال بدون سقف وبدون ضوابط، وهو ما لم تكن الولايات المتحدة ترغب به.