نتنياهو في المصيدة اليمنية

 خيام الزعبي – وما يسطرون|

اليوم يتأكد خطأ التقديرات والحسابات الإسرائيلية في هزيمة جماعة “أنصار الله”، التي تمكنت من جر “إسرائيل” إلى رمال متحركة، حتى تغوص قدماها بالمستنقعات وتنشل حركتها بالكامل هناك، وأمام هذا المشهد المعقد على ما يبدو فأن نتنياهو تورط في إعلانه الحرب على اليمن.

مرة أخرى، فشل نتنياهو في غزة، وامتد فشله إلى اليمن، بعدما خسرت اسرائيل في الوصول نحو أهدافها في المنطقة، فالذي يتابع أخبار الكيان الصهيوني وتحليلات منظريه يعرف حجم التخبط والجنون الذي أصابه، ولكن هل تدرك “تل أبيب” أنها ألقت بنفسها في المستنقع، وهل تدرك أيضاً المخاطر التي سوف تترتب على ضربها لليمن؟

ولأن الإنتصارات التي تحققت في غزة قد ساعدت على تبديد أمل “إسرائيل” في خلق شرق أوسط جديد بالطريقة التي تريدها يضمن لها مصالحها، نرى أن “تل أبيب” اختارت اللجوء الى هجوم جوي سريع على ميناء الحديدة اليمني لتغيير موازين القوى هناك، لكن هذا الهجوم أدى الى إمتداد دائرة الخطر حتى الى الداخل الإسرائيلي وبهذا أدرك الإسرائيليون أن الهجوم على اليمن لها تكلفة عالية لا يمكن التعويض عنها حيث اصبح كل حلفاؤها في مرمى النيران.

ان الخيبة الإسرائيلية تأتي بعد أن كانت تظن بأنها ستحقق أهدافها في آن واحد في الهجوم على اليمن،  “فإسرائيل” كانت تريد القضاء على التهديد الذي تشكله المقاومة اليمنية، لكن هذا الإمر لم يحصل، بل على العكس فقدت مكانتها الاستراتيجية في المنطقة، وبذلك دفعت ثمناً سياسياً ودبلوماسياً باهظاً لمغامرتها الطائشة بضرب اليمن.

في هذا السياق إن الدعم اليمني في الحرب على “إسرائيل” جاهز والمتمثل بقصف أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب تحديداً وما يحاذي المياه الاقليمية اليمينة حتى توقف الحرب على غزة، فإغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية، فرض معادلة استراتيجية جديدة ستكون لها تأثيراتها الكبيرة على المعركة المشتعلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية “وإسرائيل”، وقد تشكل ضغطاً كبيراً على القوى العالمية المؤثرة باتجاه تصحيح موقفها المنحاز “لإسرائيل” في حربها العبثية غير المسبوقة على قطاع غزة، كما ستشكل ورطة كبيرة واستنزافاً للكيان الصهيوني.

وكان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع أعلن أن القوات اليمنية سترد على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الحديدة، وقال إنهم يعدون العدة لمعركة طويلة مع “إسرائيل”، مؤكدا ما أعلنته الجماعة عن أن منطقة “تل أبيب” غير آمنة.

وفي المقابل، هناك مقاومة على أشدها لضرب “تل أبيب” التي أصبحت أهدافاً مشروعة لمحور المقاومة في المنطقة، ويبدو أن الكيفية التي سيتم بها الضرب ستكون مفاجئة “لإسرائيل” وداعميها، إذ أن هناك خططاً تم إعدادها بدقة مسبقاً، وتحضيرات واسعة ستشارك فيها دول محور المقاومة بشكل فعال، التي ستجري في أكثر من محور وأكثر من جهة، استعداداً للهجوم الشامل، ومن هنا أن العمليات العسكرية تمضي بخطى ثابتة نحو الهدف المخطط له، وبالتالي كل هذه الإنجازات ستغيّر كافة الموازين العسكرية على الأرض لصالح رجال المقاومة.

في الاتجاه الآخر، يعرف نتنياهو أنه في ورطة كبيرة لا يستطيع أن يمنع المقاومة من تحرير المنطقة من عصاباته الإرهابية وفي نفس الوقت يدرك عواقب فشله في اليمن، ويعرف العواقب الوخيمة التي سترتد على جيشه، بالتالي سيبتلع نتنياهو مرغماً عنه ما تلقاه من هزائم حتى الآن.

لنكن أكثر صراحة ووضوحاً إن إسرائيل تلعب بالنار، وإن المقاومة اليوم تصنع تاريخها من جديد، على يد رجالها لتهزم الإرهاب الإسرائيلي، ومن هنا فإن المقاومة اليمنية حسمت الموقف وإتخذت قرارها بمواجهة الكيان الصهيوني ومواجهة الإرهاب الإسرائيلي، لذلك سنتوقع في الأسابيع المقبلة أن يكون هناك تحول كبير بالساحة الفلسطينية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الحرب على غزة، فالأحداث والوقائع الميدانية تشير إلى إنهيار كبير بين صفوف الجيش الإسرائيلي، يقابله صمود المقاومة وإصرارها على مقارعة الكيان الصهيوني وحلفائه.

قد يعجبك ايضا