تحليل: مآلات المواجهة المستقبلية بعد تهديدات نتنياهو من واشنطن بالتصعيد في غزة
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
تزداد حدة الصراع في قطاع غزة مع التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من داخل الكونجرس الأمريكي اليوم الأربعاء، التي أشار فيها إلى شروطه الجديدة لإنهاء الحرب.
نتنياهو يشترط استسلام حركة حماس، ونزع سلاحها، إعادة جميع الأسرى الصهاينة لديها، وإلا فإن كيان الاحتلال سيواصل عدوانه حتى “تدمر قدرات حماس العسكرية، وإنهاء حكمها في غزة” حسب نتنياهو.
ومع ذلك، فإن الوضع على الأرض يتجاوز ما تطرحه تصريحات رئيس حكومة كيان الاحتلال، حيث أن حركة حماس ليست وحدها في مواجهة العدوان الإسرائيلي. فالجبهات العسكرية الإقليمية الإسنادية التي تشارك في دعم حماس تتسع بشكل ملحوظ، مما يزيد من تعقيد الصراع.
حزب الله في لبنان يشكل جبهة ضاغطة على كيان الاحتلال من الشمال، حيث يواصل الحزب استهداف مواقع إسرائيلية بالصواريخ، مما يساهم في تعزيز الضغط على الجيش الإسرائيلي. هذا الدعم يأتي في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية تزايداً في الهجمات على أهداف إسرائيلية من قبل عناصر المقاومة في المنطقة، إضافة إلى أن معادلة حزب الله في مواجهته مع جيش الاحتلال قائمة على التصعيد أو التخفيض في حدة القصف بناءً على تطورات الأوضاع في قطاع غزة عسكرياً.
في المقابل، الجبهة اليمنية تلعب دوراً محورياً في هذا الصراع. فالقوات اليمنية تعمل على قطع الملاحة عن كيان الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر، وتواصل استهداف السفن الإسرائيلية أو تلك التي تتوجه نحو إسرائيل في البحر الأحمر، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط. وأحدث التطورات تشمل الهجمات بواسطة الطائرات المسيرة، مثل طائرة “يافا” التي ضربت في قلب تل أبيب، وهو ما يشير إلى قدرة اليمن على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية بالرغم من الطوق الأمني المحكم، كما أن اليمن بات يمتلك أسلحة متطورة أرعبت كيان الاحتلال الإسرائيلي فإلى جانب الطائرة المسيرة يافا القادرة على اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية هناك أيضاً الصواريخ الباليستية وآخرها الصواريخ الفرط صوتية (حاطم2) اليمنية الصنع التي استهدفت بها القوات اليمنية لأول مرة سفينة إسرائيلية في المحيط الهندي أواخر يونيو الماضي.
أضف إلى ذلك، المشاركة الفعالة للمقاومة العراقية التي تنسق مع القوات اليمنية في تنفيذ عمليات قصف بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أهداف حساسة في إسرائيل منها استهداف موانئ أسدود وحيفا وأم الرشراش (إيلات)، وهذه العمليات تعكس تنسيقاً عالياً بين فصائل المقاومة في المنطقة، والتي تواصل تنفيذ ضربات تستهدف إضعاف قدرة إسرائيل على المضي قدماً في عدوانها على غزة.
إن استمرار التصعيد من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد حماس يدفع نحو تفجير الصراع الإقليمي وتوسيعه أكثر، في ظل التحالفات والتنسيقات المتزايدة بين الجبهات المقاومة. الدعم المتبادل بين اليمن وحزب الله والمقاومة العراقية يشكل شبكة دعم قوية لحماس، مما يجعل من الصعب على إسرائيل تحقيق أهدافها دون مواجهة عواقب متزايدة على الجبهة العسكرية والسياسية.