السعودية ترفع الإقامة الجبرية عن محافظ بنك عدن ثم تمنعه من العودة.. صفقة بين صنعاء والرياض

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

كشفت مصادر خاصة لـ”المساء برس” أن السعودية رفعت الإقامة الجبرية التي فرضتها على محافظ بنك عدن المركزي، أحمد غالب المعبقي، المتواجد حالياً في الرياض.

وأوضحت المصادر أن هذا القرار جاء بعد أن وقع المعبقي على الاتفاق المبرم بين صنعاء والرياض وأبدى التزامه بما جاء فيه، وهو الاتفاق الذي أعلنه اليوم رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام، مشيرة إلى أن رفع السعودية الإقامة الجبرية عن المعبقي تم بمقابل توقيعه على الاتفاق الأخير الخاص بالتراجع عن قرارات مركزي عدن العقابية الاقتصادية ضد البنوك الرئيسية في صنعاء بمقابل وعود سعودية بدعمه في منصبه وتقديم دعم مالي لبنك عدن يتمثل في دفعة رابعة من المنحة السعودية بقيمة 90 مليون دولار.

ورغم رفع الإقامة الجبرية، أكدت المصادر أن المعبقي لا يزال في الرياض ولم يُسمح له بالعودة إلى مدينة عدن حتى الآن، لأسباب غير معروفة.

عن الاتفاق

الاتفاق المبرم بين صنعاء والرياض قضى بإلغاء القرارات العقابية الاقتصادية ضد صنعاء والمتمثل بقرارات عدم التعامل مع البنوك الرئيسية في صنعاء بما في ذلك قطع الواردات المالية من العملة الصعبة التي تصل من المغتربين خارج اليمن إلى صنعاء، إضافة إلى بنود أخرى في الاتفاق أبرزها إعادة فتح مطار صنعاء للرحلات اليومية من صنعاء إلى الأردن مع زيادة عدد الرحلات إلى 3 رحلات يومياً بما يشمل وجهتين جديدتين هما القاهرة والهند، ويأتي الاتفاق حسب مراقبين في إطار جهود دولية وإقليمية لتهدئة صنعاء التي صعدت بشكل كبير تجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي دعماً وإسناداً لغزة في مقابل قيام الولايات المتحدة بشن حرب على صنعاء بما في ذلك توجيه حليفتها الرياض وحكومة التحالف السعودي في عدن باتخاذ قرارات عقابية اقتصادية ضد صنعاء للضغط عليها ودفعها للتراجع عن قرار إسنادها العسكري لغزة ضد إسرائيل لكن هذه الضغوط لم تفلح وزادت من تصعيد صنعاء عسكرياً ضد الاحتلال الصهيوني، الأمر الذي دفع بالرياض ومن خلفها الولايات المتحدة إلى تسريع اتفاق بين صنعاء والرياض وتقديم تنازلات غربية لصنعاء على أمل أن تثمر هذه التنازلات في دفع صنعاء إلى التهدئة تجاه التصعيد ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي خاصة مع إدراك الولايات المتحدة بأن صنعاء لن تتراجع عن الانتقام بقوة جراء العدوان الإسرائيلي المباشر على ميناء الحديدة السبت الماضي والذي جاء رداً على قيام القوات المسلحة اليمنية بتطوير طائرة مسيرة يمنية قادرة على قطع مسافة أكثر من 2600 كيلو متر من اليمن إلى فلسطين المحتلة والوصول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط والدخول لأجواء فلسطين المحتلة والوصول إلى قلب كيان الاحتلال (تل أبيب) وانفجار الطائرة بالقرب من السفارة الأمريكية في تل أبيب والتسبب بمقتل مستوطن وإصابة 11 آخرين وإحداث دمار كبير في المنطقة من دون أن تكتشف أجهزة الإنذار والرادارات الدفاعية الجوية الطائرة المسيرة اليمنية التي أطلقت عليها صنعاء اسم (يافا) الاسم الفلسطيني لما تطلق عليه إسرائيل اليوم تل أبيب.

بين صنعاء وعدن

ويرى مراقبون إن من المتوقع أن يسهم الدعم المالي السعودي في تعزيز استقرار الاقتصاد في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة عدن خاصة مع وصول الدولار الأمريكي الواحد إلى قرابة الـ2000 ريال يمني من عملة حكومة التحالف في مقابل استقرار الصرف والعملة اليمنية أمام العملات الأجنبية في مناطق حكومة صنعاء حيث يساوي الدولار الأمريكي 539 ريال يمني بالعملة اليمنية القديمة التي تتعامل بها حكومة صنعاء ومعظم الشعب اليمني شمال اليمن.

كما تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تبرز حكومة صنعاء كطرف قادر على انتزاع مكاسب إنسانية وسياسية رغم الضغوط الإقليمية والدولية الداعمة لكيان الاحتلال الصهيوني والتي تتخذ من حكومة عدن والتحالف السعودي أدوات لتنفيذ هذه الضغوط ضد صنعاء، ويشير مراقبون إلى أن تفوق صنعاء الأخير يزيد من الضغوط على حكومة عدن ويشكك في قدرتها على تحقيق تقدم ملموس دون تدخل خارجي.

دلالات استمرار بقاء المعبقي في الرياض

بقاء المعبقي في الرياض يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرارات التي تتخذها حكومة عدن التابعة للتحالف السعودي الإماراتي.

وحسب مراقبين فإن استمرار بقاء المعبقي في الرياض وعدم السماح له بالعودة إلى عدن يشير إلى أن هناك قضايا غير معلنة تحكم العلاقات بين الرياض والحكومة التابعة للتحالف، وهذه الخطوة قد تكون جزءًا من استراتيجية سعودية لضمان تنفيذ شروط ما سواء في هذا الاتفاق أو فيه غيره، أو أنها قد تعكس عدم ثقة الرياض بقدرة حكومة عدن على تنفيذ الاتفاق بدون إشراف مباشر.

حكومة بن مبارك في موقف مخجل

هذه التطورات تضع حكومة عدن التي يقودها احمد عوض بن مبارك المعين بتوجيه مباشر من السفير الأمريكي في هذا المنصب، في موقف محرج ومخجل، وتكشف هذه التطورات عن مدى هيمنة السعودية في صنع قرار حكومة عدن في المناطق الجنوبية الخاضعة حتى اليوم لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي، وفي الوقت نفسه، تبرز هذه التطورات قدرة حكومة صنعاء على فرض شروطها وتحقيق مكاسب على الأرض، مما يعزز موقفها في المشهد السياسي اليمني.

قد يعجبك ايضا