صحيفة أميركية: هجمات “إسرائيل” على الحديدة لن تؤثر على الحوثيين ولن توقف عملياتهم

صنعاء – المساء برس|

قالت صحيفة ريسبونسيبل إستيتكرافت، إن الحوثيين يزدادون جرأة بسبب الهجمات الإسرائيلية، وأن الهجمات الأخيرة لن تؤثر على قدرات الحوثيين أو توقف عملياتهم العسكرية.

وأوضحت أن “تل أبيب” قصفت ميناءً يمنيًا حيويًا ردًا على غارة سابقة بطائرة بدون طيار، لكن لن يكون لذلك أي أيهمية.

وأشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل” استخدمت في اليمن نفس التكتيكات التي استخدمتها لتحقيق تأثير مدمر في غزة، ويمثل الرد الإسرائيلي تصعيدًا كبيرًا ضد الحوثيين، الذين أطلقوا طائرات بدون طيار وصواريخ ضد المصالح الإسرائيلية، وخلفت الهجمات خسائر فادحة، حيث أصبح ميناء إيلات الإسرائيلي مفلسًا الآن بعد إعادة توجيه كل الشحنات إلى اماكن أخرى، إلى طرق أكثر أمانًا، فيما أنفقت البحرية الأميركية أكثر من مليار دولار من الموارد لاعتراض أسلحة الحوثيين الأقل تكلفة بكثير في البحر الأحمر.

وأوضحت أنه كما كان الحال مع حملة القصف الأميركية البريطانية غير الفعالة ضد الحوثيين والتي بدأت في يناير الماضي، فإن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تخدم مصالح الحوثيين، مشيرة إلى أن الصراع المباشر مع كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” يشكل دفعة قوية للمكانة السياسية المحلية لحوثيين، كما أن معارضتهم للحرب في غزة أدت إلى رفع مكانتهم الدولية.

واعتبرت الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي، إضافة إلى كونه ردًا غير متناسب على هجوم الطائرات بدون طيار، إلا أنه يبدو من المؤكد أن الضربات على الحديدة ستستفز الحوثيين لشن المزيد من الهجمات على “إسرائيل”.

وأشارت إلى أن الحديدة كانت هدفًا متكررًا لغارات جوية للتحالف السعودي قبل سريان هدنة 2022، لكن هذا لم يفعل شيئًا لوقف هجمات الحوثيين على أهداف سعودية وإماراتية، وبعد أكثر من تسع سنوات منقصف الحكومات الأجنبية للمدن اليمنية، يجب أن يكون من الواضح أن هذا لا يحقق أي شيء سوى إلحاق البؤس والموت بالمدنيين اليمنيين.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلي، قولها إن “ألجيش الإسرائيلي يدرك أن ضرب اليمن من غير المرجح أن يردع الحوثيين عن إطلاق المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ، ولن يؤدي التصعيد ضد الحوثيين إلى زيادة أمن “إسرائيل” لكنه سيزيد من استنزاف مواردها مع اقتراب المنطقة من حرب أوسع نطاقًا.

وطالما استمرت واشنطن، في دعم حرب “إسرائيل” في غزة، وشن حملتها العسكرية الخاصة في اليمن، فإن الولايات المتحدة معرضة لخطر كبير بالتورط بشكل أكبر في تلك الحرب الأوسع نطاقًا، وفق الصحيفة.

واعتبرت أن الضربات الإسرائيلية على اليمن ستجعل من الصعب على إدارة بايدن التظاهر بأن هجمات الحوثيين على الشحن التجاري في البحر الأحمر لا علاقة لها بالحرب في غزة، حيث تسعى الإدارة الأميركية إلى إبقاء هذه الصراعات في صناديق منفصلة للحفاظ على الوهم بأنها منعت الحرب في غزة من زعزعة استقرار المنطقة، لكن من الواضع أن كل هذه الصراعات مترابطة، ولن يفيد تجاهل هذا الواقع.

وأكدت أنه إذا “كانت الولايات المتحدة تريد أن ترى نهاية للهجمات الحوثية على السفن وتلك الموجهة إلى إسرائيل، فيتعين عليها أن تتوقف عن محاولة قصف طريقها إلى التهدئة، وأن تمارس ضغوطا حقيقية على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء حملتها في غزة.”

واضاف: إن الحرب في غزة هي المحرك الرئيسي لكل هذه الصراعات الأخرى، ولن يتم حل أي منها بنجاح حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحصار الذي يخنق الشعب الفلسطيني هناك.

وشددت على ضرورة ضغط الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية لتجنب أي تصعيد آخر ضد دول أخرى في المنطقة، ومن بين أمور أخرى يتطلب هذا إيصال رسالة واضحة إلى بنيامين نتنياهو، عندما يأتي إلى واشنطن هذا الأسبوع مفادها أن الولايات المتحدة لن تنقذه إذا ذهب إلى الحرب في لبنان، فالمنطقة لا تستطيع تحمل المزيد من الصراعات، ويتعين على واشنطن أن تكف عن تأجيج الصراعات القائمة بمزيد من الأسلحة والدعم.

 

قد يعجبك ايضا