ما التوقعات المستقبلية للأوضاع الإقليمية بعد تصعيد اليمن عسكرياً ولغة التهديد الحادة؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في ضوء التصريحات الأخيرة لزعيم أنصار الله، عبد الملك الحوثي، يتضح أن الوضع الإقليمي قد يشهد تحولاً ملحوظاً في الفترة المقبلة، مع استمرار التصعيد العسكري وتزايد تأثير العمليات اليمنية على الأطراف الغربية المعنية الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
تأثير التصعيد العسكري على القوى الكبرى
أشار الحوثي إلى أن العمليات العسكرية اليمنية قد أحدثت تأثيرات بالغة على القوى الكبرى، على رأسها طبعاً الولايات المتحدة وبريطانيا زقبلهما بالتأكيد كيان الاحتلال الإسرائيلي، فقد نفذت القوات اليمنية، خلال هذا الأسبوع، عمليات موسعة باستخدام الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، مستهدفةً بشكل رئيسي السفن المرتبطة بالقوى الغربية والصهيونية. أبرز هذه العمليات كان استهداف سفينة أمريكية شمال شرق جزيرة سقطرى، وهو ما أثار قلقاً واسعاً بين الأطراف المعنية.
المعلومات التي قدمها الحوثي حول هروب حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” تشير إلى تحول استراتيجي كبير، حيث يصف الخبراء الأمريكيون هذا الحدث بـ”غير المسبوق”، ما يعكس مستوى التهديد الذي تشكله القدرات العسكرية اليمنية على القوى البحرية الغربية. هذا الهروب، وفقاً للحوثي، لم يكن مجرد انسحاب تكتيكي، بل اعترافاً بالقدرة العسكرية اليمنية الفائقة، التي أثبتت جدواها في العمليات العسكرية المتقدمة.
تأثيرات على استراتيجيات القوى الغربية
الهجمات المتكررة على السفن وتعطيل النشاط الاقتصادي لكيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه، كما ذكر الحوثي، قد تؤدي إلى تغييرات استراتيجية في سياسة القوى الغربية تجاه المنطقة. أما تراجع حركة السفن، بما في ذلك انسحاب البحرية البريطانية من البحر الأحمر وخليج عدن، يدل على أن القوى الغربية قد تعيد تقييم استراتيجياتها الأمنية والعسكرية في المنطقة بعد فشلها الذريع في تأمين الملاحة الإسرائيلية.
تأثير الصواريخ البالستية اليمنية، التي اعتبرها زعيم أنصار الله الأسلحة الأكثر فعالية، قد يدفع هذه القوى إلى إعادة النظر في ميزان القوى الإقليمي، وتحسين دفاعاتها ضد التهديدات المتقدمة اليمنية ولكن هذا الأمر يتطلب سنوات طويلة.
البحوث والاعترافات التي تسربت من المعاهد العسكرية الغربية تشير إلى أن القدرات الصاروخية اليمنية قد أحدثت تأثيراً ملموساً على الأمن البحري، مما قد يدفع إلى التقليل من تعرض الأصول البحرية للتهديدات وهذا ما بدأت القوى الغربية فعله تماما بانسحابها خوفاً من تطوّر الأمور وإغراقها بأسلحة أكثر تطوراً.
المستقبل الإقليمي واحتمالات التصعيد
مع استمرار العمليات العسكرية وتزايد القدرة على تنفيذ ضربات نوعية، قد يواجه الإقليم مزيداً من التصعيد في المستقبل القريب. قدرة الجيش اليمني على توجيه ضربات دقيقة وقوية تتنامى بسرعة مذهلة وقد تدفع القوى الكبرى إلى البحث عن حلول دبلوماسية أو سياسية لتهدئة الوضع مع صنعاء، خاصة إذا استمرت هذه العمليات في إحداث تأثيرات سلبية على الأمن البحري والاقتصاد الغربي الداعم للكيان المحتل.
إضافة إلى ذلك، قد يشهد الإقليم تحولاً في سياسات القوى الكبرى تجاه اليمن. فقد تزيد الضغوط الدولية على الأطراف المتورطة في النزاع وعلى رأس هذه الأطراف كيان الاحتلال الإسرائيلي بالضغط عليه لوقف عدوانه على قطاع غزة وعلى الأمريكيين والبريطانيين بوقف مساندتهم لكيان الاحتلال من جهة ووقف الهجمات على اليمن من جهة ثانية كون هذا التصعيد سببه الرئيسي العدوان الصهيوني على غزة، وهنا يمكن القول إن مآلات هذه التطورات ستدفع نحو تسويات سياسية في المنطقة بأكملها تأخذ بعين الاعتبار القدرات العسكرية الجديدة والتطورات الإقليمية.
وبالمجمل، تشير التطورات الحالية إلى أن الأوضاع في المنطقة قد تصبح أكثر تعقيداً، مع احتمالية تصاعد النزاعات العسكرية والتأثيرات الاقتصادية، مما يستدعي متابعة دقيقة للتطورات السياسية والعسكرية في الأسابيع المقبلة، خاصة إذا ما أصر أي طرف إقليمي في المنطقة على تأدية دور وظيفي لمصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي كالسعودية مثلاً التي لن تجد لا أمريكا ولا إسرائيل ولا بريطانيا لإنقاذها من رد الفعل العسكري اليمني.