صحيفة أميركية: ارتفاع كبير في عمليات اليمن الناجحة في البحر والسفن تدفع الثمن
صنعاء – المساء برس|
قالت صحيفة أميركية، أمس السبت، إن عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر شهدت نجاحًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، موضحة أنها استهدفت العديد من السفن التجارية في الأسابيع الأخيرة وأغرقت واحدة منها، فضلًا عن إطلاق الزاورق المسيرة في كثير من الأحيان.
وأوضحت صحيفة “بزنس إنسايدر” أن من وصفتهم بـ”الحوثيين” أظهروا قدرتهم على ضرب الأخداف بشكل فعال باستخدام الزوارق المسيرة، ما يشير إلى أنهم أصبحوا أكثر ذكاءً في هجماتهم.
ونقلت عن خبراء قولهم، إن هذه الإنجازات المدمرة للغاية تظهر أن “الحوثيين” ييزدادوا خبرة من هجماتهم المنتظمة التي استمرت لعدة أشهر على ممرات الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه بين ديسمبر ومارس الماضيين، دمرت هجمات الحوثيين ما لا يقل عن 19 سفينة تجارية، وفق تقرير لوكالة الاستخبارات الدفاعية نشر في 13 يونيو الماضي، مشيرة إلى أنه تم استهداف جميع السفن تقريبًا بالصواريخ، على الرغم من أن بعضها أصيب بطائرات بدون طيار هجومية.
وفيما شهدت الأسابيع التالية بعد مارس، انخفاضًا في وتيرة الهجمات اليمنية الناجحة، إلا أنه في شهر يونيو بدأ الحوثيون هذا الشهر بتوعد بتصعيد هجماتهم في أعقاب الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن، ومنذ ذلك الحين، استهدف الحوثيون خمس سفن تجارية على الأقل، وحققوا من النجاح في استهدافهم مماثل لما حدث في الاشهر الأولى من حملتهم.
وتضيف الصحيفة، أن بعض الحوادث كشفت أيضًا عن تكتيكات جديدة خطيرة، وعلى وجه الخصوص في 12 يونيو، حيث استهدف الحوثيون سفينة تجارية في البحر الأحمر بزورق مسير محمل بالمتجفرات للمرة الأولى منذ أن بدأوا مهاجمة السفن التجارية في نوفمبر الماضي.
وعلى النقيض من الزوارق البحرية المسيرة المتطورة التي احتلت مركز الصدارة في حرب أوكرانيا، ودمرت اسطول البحر الأسود الروسي، فإن هذا السلاح البدائي المظهر لم يكن أكثر من سفينة صغيرة بطيئة الحركة يقودها اثنان من الدمى التي بدت وكأنها تشبه سفينة صيد عادية. وعلى هذا النحو، تمكنت السفينة من السفر لمسافة تزيد عن 65 ميلاً بحريًا عبر ممرات الشحن دون أن تتوقف.
وقال بريان كارتر، قائد الفريق المتخصص في السلفية الجهادية والمحلل في مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد أميركان إنتربرايز، لـ«بيزنس إنسايدر»: «هناك الكثير من القوارب الصغيرة في تلك المساحة من المياه، ولهذا السبب، في الواقع، من الصعب للغاية وقف تهريب الصواريخ والطائرات بدون طيار إلى الحوثيين أيضًا».
وأضاف: “لا يمكنك إيقاف كل قارب صغير. لذلك أعتقد أنه تمويه مفيد لهم”.
وبث الحوثيون مقطع فيديو يظهر استهداف قارب مفخخ بدون طيار لسفينة تجارية في وقت سابق من هذا الشهر، تسبب الهجوم الأولي بالقارب بدون طيار على ناقلة البضائع السائبة التجارية MV Tutor في حدوث فيضانات وإلحاق أضرار بغرفة المحرك. وبعد ساعات، أصاب صاروخ حوثي السفينة. وأجبرت الضربة المزدوجة الطاقم على ترك السفينة ، وغرقت في النهاية، لتصبح ثاني سفينة تقوم بذلك منذ بدء الهجمات في الخريف الماضي.
وفي الأسبوع نفسه، أطلق الحوثيون صاروخين مضادين للسفن، فأصابوا السفينة MV Verbena في خليج عدن. وبعد مرور 24 ساعة فقط، تعرضت ناقلة البضائع السائبة لهجوم بصاروخ آخر ، في ثاني ضربة مزدوجة خلال الأسبوع. وفي النهاية تخلى طاقم السفينة عن السفينة بسبب الأضرار التي لحقت بها الهجمات.
وقالت شركة الأمن البريطانية أمبري إن الهجمات على توتور وفيربينا، بالإضافة إلى الضربات الناجحة على سفينتين أخريين في الأيام السابقة، تشير إلى “زيادة كبيرة في فعالية” عمليات الحوثيين.
وقال كارتر “من المرجح أن يتعلم الحوثيون شيئا ما عن كل هجوم يشنونه، وما ينجح وما لا ينجح. وإذا فكرت في كيفية عمل منظمة عسكرية، فمن المؤكد أنهم يتعلمون دروسا من حزم الضربات المختلفة التي يستخدمونها”.
“وبعيدا عن الضربات المزدوجة الأخيرة، فإن قدرة الحوثيين على التعلم من الهجمات السابقة أصبحت واضحة في عملياتهم باستخدام القوارب المسيرة.”، وفق الصحيفة.
ويقول الخبراء إن الارتفاع المفاجئ في هجمات القوارب بدون طيار يشير إلى قدرة الحوثيين على الرد على الضربات الأمريكية في اليمن وتعديل عملياتهم وفقًا لذلك، وهو ما يعني إخفاء هذه الأسلحة بشكل أفضل أو اختيار مواقع إطلاق أكثر كفاءة. كما يشير إلى أن الحوثيين قد يكون لديهم الآن إمدادات أكبر من هذه الأسلحة، مما يمنحهم المزيد من الفرص لإطلاقها وبالتالي يؤدي إلى زيادة احتمالات نجاحهم في النهاية في إصابة هدف ما.
وقال ميسي، وهو الآن زميل بارز في مشروع الدفاع الصاروخي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “أعتقد أنه من المرجح أن يكون لديهم المزيد منها، لذا فهم أكثر استعدادًا لاستخدامها”. “إنها ليست أشياء ثمينة، وربما أصبحت أفضل في التعامل معها.”
من غير الواضح كيف تبدو جميع قوارب الحوثيين بدون طيار، لكن مركب الصيد الصغير الذي ضرب “توتور” هو سفينة غير مكلفة ومتوفرة بسهولة ويمكن تعديلها إلى سلاح.
وقال أليكس ستارك، الباحث السياسي المشارك الذي يغطي أمن الشرق الأوسط في مؤسسة راند، لصحيفة بزنس إنسايدر، إنه من الصعب ليس فقط منع المتمردين من الحصول على وسائل هجومية “منخفضة التقنية ومنخفضة التكلفة” وردعهم عن شن الهجمات، مضيفًا أن هذه الهجمات تمثل “مشكلة مستمرة دون حل واضح أو مفيد في متناول اليد”.
واعترف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي هذا الأسبوع بأن الحوثيين حققوا نجاحا أكبر في استهدافاتهم الأخيرة، رغم أنه أشار إلى أن غالبية هجماتهم باءت بالفشل.
وبحسب الصحيفة، يتم تكليف القوات البحرية الأمريكية وقوات التحالف بشكل روتيني بتدمير صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار – قبل إطلاقها وبعده – وقد سقطت العديد من هذه التهديدات في الماء، وقال كيربي للصحفيين يوم الأربعاء “إنهم يخطئون أكثر بكثير مما يصيبون”.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستواصل “تقليص قدراتهم” – وهو ما يقال إن القوات الأمريكية تفعله من خلال الضربات المستمرة في اليمن
وتأتي نجاحات الحوثيين الأخيرة، وفق الصحيفة الأميركية، وسط تغيرات في الوجود البحري الأمريكي في المنطقة، حيث غادرت مجموعة دوايت د. أيزنهاور حاملة الطائرات، التي أمضت أكثر من سبعة أشهر في قتال المتمردين، البحر الأحمر مؤخرًا، ولكن سيتم استبدالها قريبًا بمجموعة ثيودور روزفلت حاملة الطائرات.
وأشارت إلى تحذيرات مسؤولون أميركيون من أن الصراع لا يظهر أي علامات على التباطؤ، وأن الخسائر المالية المتزايدة أثارت تساؤلات حول الاستدامة طويلة الأمد لمهمة مكافحة الحوثيين.