تقرير أمريكي يدعو واشنطن لاستغلال شركاءها المحليين في اليمن لمواجهة تهديدات “الحوثيين ضد إسرائيل وأمريكا”
خاص – المساء برس|
في ظل التوترات المتزايدة في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تبرز القوات المسلحة اليمنية بقيادة حركة أنصار الله، كقوة مؤثرة، تواصل تحدي السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
في تقرير تحليلي، رصده وترجمه “المساء برس”، قالت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية أن “استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن فاشلة ضد تهديد الحوثيين” ويسلط التقرير الضوء على “الفشل الأمريكي في مواجهة الحوثيين، مشيراً إلى أن الانسحاب الأمريكي من البحر الأحمر يؤكد على هذا الفشل”.
النهج الأمريكي الذي يعتمد على القوة العسكرية الكبيرة، مثل استخدام حاملات الطائرات، أثبت عدم فعاليته مقارنة بالقدرات التكتيكية المرنة التي يمكن أن توفرها قواعد أصغر مثل قاعدة بربرة في أرض الصومال، وهنا تحرض المجلة إدارة بايدن على تغيير استراتيجيتها العسكرية تجاه الجيش اليمني بحيث تتخلى عن استخدام حاملة الطائرات التي أثبتت فشلها إضافة لتكاليفها المرتفعة بمقابل استخدام قاعدة عسكرية قريبة من اليمن بدلاً عن الحاملة التي تتطلب ٤ آلاف جندي وضابط وطيار، ويقترح تقرير المجلة أن أرض الصومال عبر قاعدة مطار بربرة منطقة مناسبة لانطلاق الطائرات الحربية الأمريكية لقصف اليمن.
ويقول التقرير “منذ بداية النزاع، أظهر الحوثيون قدرة على الاستمرار والتكيف مع الظروف المتغيرة، مما يشير إلى الدعم الشعبي الذي يتمتعون به، خصوصًا في ظل رفضهم للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. كما أن دعمهم العسكري لغزة يزعج أمريكا وإسرائيل، ويعزز من موقفهم كحركة مقاومة ضد الاحتلال والهيمنة الخارجية”.
ويقدم التقرير أن مجموعة الأشخاص المرتزقة الهاربين من محافظة صعدة والتابعين للتحالف السعودي الإماراتي ويطلقون على أنفسهم لقب مشائخ من صعدة، والذين التقوا في ٢٢ يونيو الجاري برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أنشأته الإمارات، عيدروس الزبيدي، ووعوده لهم بتقديم الدعم لهم لمواجهة الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء، يقدم التقرير الأمريكي هؤلاء الأشخاص على أنهم قوة قبلية مناهضة لأنصار الله في معقلها وأن ذلك يشير الى أن أمام أمريكا فرصة لضرب “الحوثيين من الداخل”، لكن كاتب التقرير الذي بدا متحيزاً لناحية دعم الفصائل المسلحة في اليمن والتابعة للتحالف السعودي الإماراتي من قبل أمريكا لمواجهة قوات الجيش اليمني بهدف منعها من مواصلة هجماتها ضد سفن الملاحة الإسرائيلية والمدمرات الأمريكية، لا يدرك أن واشنطن تعلم أن هذه الاستراتيجية فاشلة تماماً لأن الشعب اليمني بأكمله مع أنصار الله ومع صنعاء في الوقوف عسكرياً مع المقاومة الغلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي وداعميه الغربيين بقيادة أمريكا، وأن من يقدمهم التقرير على أنهم زعماء قبائل صعدة مناهضين “للحوثيين” هم مجرد أشخاص معدودين منفيين خارج اليمن أو يتنقلون في الإقامة بين السعودية ومناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن، ولا يملكون أي تأثير على الناس في صعدة.
غير أن ما جاء في التقرير لا يعني أن واشنطن لن تتجه إلى دعم الفصائل المسلحة المتعددة الولاءات في جنوب اليمن او شرقه لإعادة التصعيد العسكري ضد الجيش اليمني وقوات أنصار الله بناء على التوجيهات والدعم الأمريكي، فالعديد من مراكز الدراسات كثفت من المطالبات للإدارة الأمريكية بالمضي نحو هذه الاستراتيجية معتقدين انها ستنجح.
ويضيف التقرير إن هناك مؤشرات على أن أمريكا أساسا لا تريد فرض حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في اليمن، وبالتالي لماذا لا تواصل المضي في الخيار العسكري عبر تشغيل الفصائل المحلية المسلحة للقتال مع أمريكا من الداخل ضد “الحوثيين، ويستدل كاتب التقرير على ذلك بالقول إن “إدارة بايدن التي وعدت بعودة الدبلوماسية، أغلقت باب الدبلوماسية مع الحوثيين من خلال السماح للسعودية باستضافة البعثة الأمريكية في اليمن بدلاً من تشغيل قنصلية في عدن. هذا القرار يعكس التوجه الأمريكي نحو الحفاظ على الوضع الراهن بدلاً من الاعتراف بالتغييرات الواقعية على الأرض”.
ويضيف التقرير إن على واشنطن إعادة تقييم استراتيجيتها في اليمن والاعتراف بمن يسميهم التقرير “الشركاء المحللين” الذين يزعم التقرير أيضاً أنه يمكنهم مساعدة أمريكا عسكرياً في القضاء على “تهديدات الحوثيين لأمريكا وإسرائيل”.
لكن هذا التحليل، يتناقض مع تقارير سابقة للمجلة الأمريكية ذاتها والتي سبق وأقرت أن “الحوثيين أثبتوا قدرتهم على مواجهة التحالفات الخارجية وهزيمة حتةدى التحالف الأمريكي الغربي في البحر الأحمر، وبالتالي فإن على واشنطن أن تعتبرهم جزءاً من الحل وليس مجرد عقبة يجب القضاء عليها لأن ذلك صعب إن لم يكن مستحيل في ظل ما يحققونه من مكاسب مستمر سياسية وعسكرية، وفي ظل تزايد شعبيتهم”.