موقف صهيوني جديد من وزير دفاع حكومة عدن
خاص – المساء برس|
أثار تصريح وزير الدفاع في حكومة التحالف السعودي الإماراتي، محسن الداعري، جدلاً واسعًا وانتقادات لاذعة، بسبب وصفه حركة أنصار الله ب”المليشيات الحوثية الإرهابية” لأنها حسب وصيفه “تواصل هجماتها الإرهابية على خطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي”.
جاء هذا التصريح خلال حوار مع “إرم نيوز” الإماراتية، حيث أكد الداعري أنه “لا سلام حقيقيًّا يلوح بالأفق” مع من أسماهم “المليشيات الحوثية”، وأن “لا قاعدة وركيزة للسلام إلا بهزيمتهم وإخضاعهم بالقوة”.
هذا التصريح الصريح والعدائي من الداعري يبرز اصطفافه الواضح مع التحالفات الغربية، وتحديدًا مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا، اللتين لهما مواقف عدائية تجاه الجيش اليمني وحكومة صنعاء بقيادة أنصار الله والذين اصطفوا مع الشعب الفلسطيني وساندوا مقاومته في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر للشهر التاسع على التوالي، فتصريح الداعري يعزز الصورة النمطية التي تسعى واشنطن خلقها أمام العالم عن أنصار الله والجيش اليمني، وهو اي الداعري، بتوصيفاته تلك يضع أنصار الله ولشعب اليمني والقوات اليمنية المساندة لغزة على أنهم أعداء مشتركين لكل من حكومة التحالف السعودي وإسرائيل وأمريكا، حيث يعيد الداعري ويؤكد في حديثه للموقع الإماراتي، أن “الحوثيين عدو مشترك يجب محاربتهم بالقوة العسكرية”.
كما أكد الداعري على توحيد الفصائل المسلحة التي أنشأها التحالف السعودي الإماراتي بشكل منفصل عن بعضها البعض لخدمة أجندات إما الرياض أو أبو ظبي في جنوب اليمن، والتي أسماها “التشكيلات العسكرية والأمنية”، على أن الغرض من طلبه بتوحيد هذه التشكيلات هو لمواجهة القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء التي أعلنت الحرب على كيان الاحتلال الإسرائيلي، والتي قال عنها الداعري إنها “تتخادم بشكل مفضوح مع التنظيمات الإرهابي” في إشارة إلى حركات المقاومة الفلسطينية على رأسها حماس والجهاد الإسلامي واللتين تصنفهما كلاً من السعودية والإمارات بأنهما حركات إرهابية بناء على رغبات كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية.
ولعل تصريحات الداعري هذه، بما تحمله من لغة صهيونية إسرائيلية عدائية ضد المقاومة الفلسطينية وضد من يساندها في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان بدعم غربي وأمريكي مفتوح بحق نساء وأطفال قطاع غزة، تشير إلى تمسك الحكومة التابعة للتحالف السعودي والتي تحظى باعتراف أمريكي وغربي رغم أنها حكومة منفى، بالنهج العسكري واستمرار الحرب على اليمن بل وتوسيع الحرب لتشمل مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية ايضاً للقتال ضد قوات الجيش اليمني وأنصار الله خدمة وحماية لإسرائيل، كما تحمل تصريحات الداعري لغة الرفض للحلول السلمية للنزاع في اليمن والتي إن تمت فستسقط هذه الحكومة وتبقي على قياداتها بقية أعمارهم في المنفى خارج اليمن لعدم قبولهم شعبياً ولكونهم مجرد أدوات أتت بها قوى الخارج لخدمة مصالحها غير المشروعة في اليمن.
في المجمل، فإن تصريحات الفريق الركن محسن الداعري لا تعكس سوى موقف حاد ومتحيز مع كيان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي والولايات المتحدة وضد حركة أنصار الله والجيش اليمني والشعب اليمني المؤيد لأنصار الله وقوات صنعاء في موقفها العسكري المساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو ما يصطف بوضوح مع أجندات إسرائيل وأمريكا في المنطقة، مما يعقد من إمكانية الوصول إلى حلول سلمية للنزاع اليمني ويزيد من معاناة الشعب اليمني المستمر في ظل هذه الحرب الطويلة، بسبب تعنت الأطراف المحلية التابعة للقوى الأجنبية كالسعودية والإمارات وأمريكا وإسرائيل.