الحرب على غزة تهز خيوط “البيت الصهيوني”.. أزمة في تل أبيب
متابعات – المساء برس|
كشف الصمود الكبير لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والوقفة الثابتة من قبل محور المقاومة الذي فتح العديد من الجبهات أمام قوات العدو الصهيوني، التأثير الكبير والفاعل لهذا المحور في بعثرة أوراق الكيان وخلق أزمات عاصفة ألقت بظلالها على الداخل الصهيوني.
وتجلت الأزمات في الداخل الإسرائيلي في العديد من المظاهر على رأسها حالة السخط الذي تعيشه فئة الـ”حريديم” المتشددون دينيا حيث اصبحت اليوم في مواجهة حقيقية مع حكومة نتنياهو بعد أن اقرت المحكمة العليا في “إسرائيل” إلزام طلاب المعاهد اليهودية بالتجنيد في “الجيش” ومنع إعفائهم منه.
ونص حكم المحكمة الصادر بالإجماع على أنه “في أوج حرب صعبة، يعتبر عبء عدم المساواة أكثر حدة من أي وقت مضى”.
قرار المحكمة وإصرارها على تجنيد الحريديم يكشف حجم الخسائر البشرية التي تلقاها العدو وعجزه في تغطية جميع الجبهات الأمر الذي حدى بحكومة الكيان لكسر المألوف والخروج عنه اضطرارا كما يكشف حجم هشاشة المجتمع الصهيوني حيث يرفض الـ”متدينون” القتال والتضحية، بخلاف سائر الديانات التي عادة ما يكون المتدينون فيها هم السباقون إلى الدفاع عن “مقدساتهم” بل إنهم يتدثرون بالتدين للهروب من الجبهات.
وهاجم تحالف المتشددين ” المكون من حزبي “ديغيل هاتوراه” و”أغودات يسرائيل”، المحكمة العليا، بسبب قرارها، واصفا إياه بـ”المتوقع والمؤسف”، كما قال الوزير الحريدي ورئيس حزب يهدوت هتوراة مائير بوروش: “لا توجد قوة في العالم يمكنها إجبار شخص تتوق روحه لدراسة التوراة على الامتناع عن ذلك”.
ويشكل اليهود المتشددون 13 بالمئة من مستوطني فلسطين المحتلة البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، و يضم ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزبين متشددين، يعتبران الإعفاءات عنصرا مهما للاحتفاظ بدعم ناخبيهما في المعاهد الدينية ما يشكل أزمة سياسية عميقة عنوانها “الابتزاز” وتبادل المنافع فقط دون النظر إلى المصلحة العامة، وهو ما يؤكد الوهن الشديد في البيت الصهيوني.