البنتاغون يعترف بضعف الوجود الأمريكي في البحر الأحمر وسط تصاعد هجمات اليمن
واشنطن – المساء برس|
أعلن البنتاغون، الاثنين المنصرم عن ثقته في قدرته على الدفاع ضد هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة في مواجهة العدوات الإسرائيلي، رغم غياب حاملة طائرات في المنطقة، لكن البنتاغون أقر بوجود فجوة في التواجد العسكري البحري الأمريكي.
يأتي هذا الإعلان في وقت تصاعدت فيه هجمات القوات اليمنية، على السفن التجارية والحربية المساندة أو المتعاملة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، في هذا الممر البحري الحيوي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الميجور جنرال بات رايدر، للصحفيين الإثنين المنصرم: “لا تزال لدينا القدرة في المنطقة”. وأكد أن “البحرية الأمريكية ستواصل العمل بشكل وثيق مع الحلفاء الدوليين لحماية تدفق التجارة وسلامة البحارة في البحر الأحمر”، وهي تصريحات متناقضة مع ما يحدث على أرض الواقع حيث لم تتمكن واشنطن رغم العدد الكبير من القطع الحربية الأمريكية والبريطانية والأوروبية من حماية سفن الشحن المحظور عبورها نحو كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهو حظر تم بموجب برنامج العقوبات الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية مساندة للشعب الفلسطيني لردع العدوان الإسرائيلي المدعوم والذي يحظى بغطاء مفتوح من الولايات المتحدة لارتكاب مجازر إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.
تأتي هذه التصريحات بعد مغادرة مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” المنطقة متجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، بعد أن تعرضت حاملة الطائرات للاستهداف من اليمن ٤ مرات متتالية، حيث سيتم استبدالها بمجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”، والتي أجلت واشنطن نشرها في البحر الأحمر لأسبوعين إضافيين بعد إعلان قرار نشرهة فور مغادرة مجموعة آيزنهاور للمنطقة.
وفي الفترة الفاصلة، سيقتصر وجود البحرية الأمريكية في البحر الأحمر على مدمرتين فقط، “يو إس إس لابون” و”يو إس إس كول”، مما يترك المنطقة بأدنى مستويات الحماية البحرية غير الفاعلة أساساً، في وقت “تزداد فيه هجمات الحوثيين فعالية”، حسب توصيف موقع ميليتري الأمريكي.
وحسب تقرير لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية حذر من “آثار ضارة” لهجمات القوات اليمنية على 65 دولة و29 شركة كبرى للطاقة والشحن، وهو ما يكشف حجم التأثير والضغط الذي يمارسه اليمن دعماً للشعب الفلسطيني والذي يفترض أن يدفع هذه الدول المتضررة إلى وقف تعاملها التجاري مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والضغط على الكيان لوقف عدوانه ورفع حصاره عن قطاع غزة، كما يكشف هذا الاعتراف الصادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية عن قدرة اليمن على فرض أمر واقع جديد في المياه الدولية والبحار الخاصة بالمنطقة العربية وكسر هيمنة الولايات المتحدة على الممرات الملاحية في المنطقة بذريعة حمايتها ويكشف أيضاً كيف أن اليمن بفعله المؤثر استطاع أن يزيد من تكلفة وأوقات العبور للشحن التجاري، ضد الشركات والدول التي لم تمتثل لفرض الحظر الملاحي نحو كيان إسرائيل، وحسب ما تكشفه الأرقام الرسمية وما سبق لمحللين تأكيده فإن اليمن استطاع باستراتيجيته الدفاعية عن الشعب الفلسطيني أن تؤدي قراراته إلى ارتفاع تكاليف الشحن وانخفاض حركة المرور التجارية في البحر الأحمر، وهو ما يزيد من الضغط المؤثر على كيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه من القوى الغربية الكبرى بقيادة أمريكا وتليها بريطانيا.
وحسب تقرير لموقع “ميليتري” الأمريكي فإنه و”رغم التأكيدات من البنتاغون بقدرة البحرية الأمريكية على الردع، إلا أن الفجوة المؤقتة في التواجد البحري تثير قلقًا حول القدرة الفعلية على حماية الممرات البحرية في ظل تصاعد التهديدات من الحوثيين”.