أمريكا أمام تحديات أمنية ودبلوماسية في اليمن لوقف الهجمات على السفن.. الحل العسكري فاشل وغزة أقصر الطرق (تقرير أمريكي)
خاص – المساء برس|
خلص تقرير لموقع (بيزنس إنسايدر) الأمريكي المتخصص بالتحليلات الاقتصادية والمالية والسياسية، إلى أن أقصر طريق لإنهاء الهجمات اليمنية على السفن التجارية والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر ومناطق أخرى، هو وقف الحرب في قطاع غزة وانسحاب جيش (إسرائيل) من القطاع.
كما خلص التقرير الذي رصده وترجمه “المساء برس” إلى أن من أسماهم التقرير “الحوثيين” لا يبدوا أنهم سيتوقفون قريباً عن هجماتهم ولا يبدو أن هذه الهجمات ستتوقف عند حد معين وإن ما تظهره المؤشرات هو استمرار تصاعدها بشكل كبير مع استمرار النفقات الهائلة للبنتاغون والبحرية الأمريكية في محاولات التصدي لهذه الهجمات والحفاظ على أصول البحرية الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر من الاستهداف بالصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيّرات اليمنية.
ومن خلال ما جاء في التقرير الأمريكي من معلومات وسرد، يتبين للقارئ حجم تعقيدات التورط العسكري الأمريكي في الصراعات الإقليمية وآثار هذا التورط على التجارة والأمان الدولي، وهو ما يتوافق مع الرواية اليمنية بداية الحرب على غزة ومساندة أمريكا لإسرائيل في الحرب على الفلسطينين من خلال نشر قوات بحرية للتصدي للهجمات اليمنية التي كانت في البداية تقتصر على استهداف السفن التجارية الإسرائيلية أو التي تتجه لكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث وصفت صنعاء التدخل الأمريكي لحماية إسرائيل بأنه (عسكرة للبحر الأحمر وتهديد لأمن الملاحة وتعطيل لحركة التجارة).
ويوضح التقرير الصراع المستمر في البحر الأحمر حيث تشارك سفن البحرية الأمريكية في معركة طويلة الأمد مع القوات المسلحة اليمنية، ويقول التقرير “على الرغم من الجهود والموارد الواسعة، بما في ذلك الغارات الجوية واعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار، لا يزال الحوثيون يهددون الممرات البحرية، مما يثير مخاوف بشأن استدامة العمليات الأمريكية بسبب التكاليف المالية العالية واستنزاف الموارد”.
ويضيف “كانت مجموعة حاملة الطائرات دوايت د. أيزنهاور مشاركة بشكل كبير، حيث استخدمت أكثر من 500 ذخيرة وساعات طيران كبيرة، مع تكاليف تقترب من مليار دولار. تواجه البنتاغون تحديات في استدامة هذه العمليات، سواء من الناحية المالية أو من حيث الحفاظ على جاهزية السفن الحربية”.
“تشير المخابرات الأمريكية إلى أن الحوثيين سيظلون نشطين، مما دفع إلى تمديد نشر قوات أمريكية. بينما هناك قدرة على استدامة هذه الجهود، فإنه في نهاية المطاف يعتمد على الإرادة السياسية للاستمرار”.
ولفت التقرير إلى إعادة مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التأكيد على التزامه بمكافحة من أسماهم التقرير “الحوثيين” بسبب تهديدهم المستمر “للشحن التجاري” حسب الرواية الأمريكية، مؤكدًا على استمرار إجراءات دفاعية من قبل سلاح البحرية الأمريكية.
وقل تقرير “بيزنس إنسايدر”: يظل مستقبل هذه الصراعات وتأثيرها على استقرار المنطقة غير مؤكد، خاصةً مع احتفاظ الحوثيين بالقدرة على تهديد المسارات التجارية كلما شاؤوا.
وأضاف التقرير “ينتقد الخبراء استراتيجية الولايات المتحدة العسكرية باعتبارها غير فعالة، حيث يقترح برايان فينوكان من مجموعة الأزمات الدولية أن الاستجابة العسكرية وحدها لن تنهي الهجمات”
ويتناول التقرير “توقعات بفترة غير مستقرة وغير مؤكدة في المستقبل القريب، حسبما ذكر فرزين نديمي، الزميل الأول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وخبير في منطقة الخليج الفارسي. هناك احتمال أن يستمر الحوثيون في فرض نوع من السيطرة على حركة الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
ونقل التقرير عن خبراء قولهم “إن أي حل قريب المدى للصراع مع الحوثيين قد لا يعالج التهديد طويل المدى الذي يشكله المتمردون، ويبدو أن نهج إدارة بايدن العسكرية الحالية غير مرجح أن يصلح المشكلة بشكل دائم”.
ويضيف الخبراء: “لا توجد حلول عسكرية سهلة للتحديات المختلفة التي يطرحها الحوثيون”، كما قال فينوكان. “سوف يتطلب ذلك عملية سياسية دبلوماسية طويلة المدى.”
واعتبر التقرير أنه في الوقت الحالي “من المؤكد أن هجمات الحوثي ستستمر. خلال الأسبوع الماضي وحده، قامت القوات اليمنية بضرب عدة سفن تجارية، حتى أصابوا واحدة بقارب مسير محمّل بالمتفجرات لأول مرة”.
ويختتم التقرير بالتأكيد على ما يلي: “وتحتفظ العديد من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، بسفنها الحربية في المنطقة ، على استعداد لإسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار في أي لحظة. ولكن مع بقاء وقف إطلاق النار في غزة بعيد المنال ــ وهو ما يبدو أنه السبيل الوحيد على المدى القصير لإنهاء هجمات الحوثيين ــ فمن غير المرجح أن تحزم هذه البلدان أمتعتها وتعود إلى ديارها في أي وقت قريب”.