كاتب صيني: لو لم يصب الحوثيون (آيزنهاور) فلماذا ابتعدت عن مكانها السابق؟

خاص – المساء برس|

تحت عنوان “إخواننا الحوثيين كشفوا أن أمريكا نمر من ورق” وعن مفارقة مذهلة في عالم القوى العسكرية العالمية، كتب الكاتب الصيني المعروف باسم “退休汪老头” في مقاله الأخير حول إعلان جماعة الحوثي اليمنية عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور” بصواريخ وطائرات بدون طيار.

تمامًا كما هو متوقع، أثار هذا التصريح صخبًا كبيرًا في الأوساط الإعلامية العالمية. وبينما قد يكون من الصعب على البعض تصديق أن قوات الحوثي قادرة على الوصول إلى حاملة طائرات أمريكية، إلا أن الأحداث اللاحقة أظهرت أن الأمر ليس كما يبدو.

بعد تكرار الهجمات المزعومة على الحاملة، واستمرار الجدل حول مدى دقة وقوة الضربات، تبين أن الحاملة قد ابتعدت إلى منطقة بحرية أخرى، خارج نطاق الهجمات المزعومة. وهذا ما دفع البعض إلى الاعتقاد أن ردة فعل الأمريكيين كانت مبالغة فيها، أو ربما حتى مفرطة.

وقال الكاتب “عند هذه النقطة، يتذكر الناس الأقمار الصناعية التي يُقال إنها تستطيع رؤية الأشياء الصغيرة بحجم عملة معدنية على سطح الأرض. لكن هذه الأجهزة، في هذه الأوقات الحرجة، تبدو وكأنها تتحول إلى نفايات فضائية تطفو في السماء، وتختار بشكل جماعي أن تتجاهل رؤية حاملة الطائرات الضخمة.

في مثل هذه الأوقات، نحن عامة الناس نصبح مرتبكين – هل تستطيع هذه الأقمار الصناعية رؤية الأشياء الصغيرة على الأرض، أم أنها ترى فقط العملة المعدنية؟

لكن بعد ذلك، جاءت الأخبار التي تقول إن الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية أظهرت أن حاملة الطائرات أيزنهاور كانت قد ابتعدت بالفعل إلى مئات الكيلومترات في منطقة بحرية أخرى.

فكرت، بما أنها لم تصب، أو أن “الألعاب النارية” الخاصة بالحوثيين لم تكن قادرة على تهديد هذه الآلة “المعجزة” التي تشبه “الشمس”، فلماذا تهرب إذن؟

بهذا الهروب، أليس ذلك إشارة إلى العالم بأسره أن مجموعة القتال البحري الأمريكية الأكثر تقدمًا ليست معدة للقتال، بل للهرب أو للترهيب؟

يمكنك تخيل المشهد: مجموعة من المقاتلين يرتدون “الصنادل”، يطلقون بضعة “ألعاب نارية”، تجعل مجموعة القتال البحري الأمريكية، المذهلة كالشمس، تهرب بجنون.

هذا المشهد الخيالي، هل هو نتاج خيال البعض الخصب أم أن الأمريكيين بالغوا في رد فعلهم؟ ربما كلاهما، وربما لا.

في النهاية، الأمريكيون المتغطرسون، سبق وأن هُزموا على يد جيش كان يفتقر حتى إلى “الألعاب النارية”.”

ومع ذلك، فإن هذه الحادثة تثير تساؤلات حول قدرات الدفاع الأمريكية ومستوى جاهزيتها لمواجهة التهديدات الجديدة، سواء كانت من جماعات مسلحة مثل الحوثيين أو من أطراف دولية أخرى.

في هذا السياق، يُذكر أن الصين، التي تتبنى مواقف متحفظة تجاه النزاعات الدولية، قد تناولت هذه الحادثة كمثال جديد على مفارقة “القوة الورقية” للإمبريالية الأمريكية، حسبما ذكر الكاتب الصيني.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستؤثر هذه الحادثة على استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، أم ستظل مجرد فقرة في سجل الأحداث الدولية؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون في أيدي القادة العسكريين والسياسيين في واشنطن، ولكن يبدو أن الحادثة ستبقى موضوع نقاش واسع النطاق في الأيام القادمة.

قد يعجبك ايضا