محللة إسرائيلية: الشمال أصبح مهجورًا بسبب حزب الله ولا حل إلا بوقف الحرب على غزة
فلسطين المحتلة – المساء برس|
قالت محللة إسرائيلية، اليوم الأربعاء، إن منطقة شمال فلسطين المحتلة، أصبحت مهجورة بسبب عمليات حزب الله.
وأكدت كبيرة المحللين الإسرائيليين في مجموعة الأزمات الدولية، ميراف زونسزين، في مقال لها في صحيفة نيويورك تايمز، أنه من الواضع على نحو متزايد أنه من دون وقف إطلاق النار في غزة، فإنّ الوضع في الشمال يُمكن أن يتدهور بسرعةٍ إلى حربٍ واسعة النطاق بين “إسرائيل” وحزب الله، مشيرةً أنه تم “ربط الجبهتين منذ بداية الحرب وذلك منذ أن دخل حزب الله في عملية الإسناد في 8 أكتوبر عندما استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان”.
وتضيف أنه منذ أكتوبر 2023، “تخوض “إسرائيل” حرب استنزاف شاقة، مع تبادل يومي للصواريخ والطائرات المسيّرة، الأمر الذي يتطلب قوة بشرية وموارد عسكرية ثابتة وقوية، لذلك فإن أي صفقة تهدف إلى استقرار الوضع في الشمال سوف تعتمد على التوصل إلى حل حاسم للحرب على قطاع غزة.”
واعتبرت ميراف، أن قرار الحكومة الإسرائيلية الإجلاء الجماعي للمستوطنين من مستوطنات الشمال، وإنشاء منطقة عازلة بحكم الأمر الواقع، كان له عواقب وخيمة، حيث تمكن حزب الله من القتال بحرية أكبر، ومكنه من استهداف مناطق واسعة مثل” كريات شمونة” و “ميتولا” و”مارغاليوت”، وهو ما كان من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد سريع وضخم.
وأشارت إلى أن “استمرار القتال لا يزال يسبب أضرارًا للعديد من المنازل والبنية التحتية في الشمال، ولا يزال عشرات الآلاف من المستوطنين الذين تم نقلهم إلى الفنادق، لا يعلمون إذا ما كانوا يستطيعون العودة إلى منازلهم ومتى أو تحت أي ظروف.”
كما أنه ليس لدى المستوطنين، وفق المحللة الإسرائيلية، أي فكرة عما إذا كانو سيعودون إلى حياتهم الطبيعية التي كانوا يعيشونها قبل الحرب على قطاع غزة، حيث يعاني الكثيرون منهم ضائقة اقتصادية؛ بسبب توقف أعمالهم، فيما لم تزودهم الحكومة بجدول زمني أو خطة للعودة، خاصة مع انتهاء العام الدراسية وحاجة العائلات إلى التخطيط للخريف.
وكذّبت المحللة الإسرائيلية ادعاءات “إسرائيل” بأنها تحقق إنجازات تكتيكية مهمة ضد حزب الله، مؤكدة أن هذا الادعاء باطلًا لا سيمها أن حزب الله بات يطلق بشكل شبه يومي طائرات مسيّرة وصواريخ موجهة نحو الداخل، لذلك أصبحت المناطق الشمالية شبه فارغة، كما يمنع التجوّل فيها”، حد تعبيرها.
وأوضحت أن التطورات تشير إلى حزب الله يجمع مكاسب استراتيجية، إذ خلق الوضع بالنسبة له مختبرًا رهيبًا، حيث أتيحت له الفرصة لدراسة أنظمة الدفاع والمراقبة الإسرائيلية بعناية لفترة طويلة، مشيرة إلى أنه من المواضع أن الحزب يبحث عن نقاط ضعف “إسرائيل” ويجدها، من أجل اختراق دفاعاتها وإغراقها من خلال هجمات متعددة الجوانب ومتنوعة.
وأكدت أن “الاستمرار في المسار الحالي لتصعيد الهجمات المتبادلة أمر خطير جداً، لأن خطر اندلاع حرب شاملة، حتى لو لم يرغب أحد في ذلك، يتزايد باستمرار كل يوم، بسبب الحسابات الإسرائيلية الخاطئة في ساحة المعركة وفعالية الأسلحة التي يستخدمها حزب الله، وكلما طالت فترة حرب الاستنزاف مع حزب الله، كلما زاد احتمال انجرار إسرائيل إلى صراعٍ أعمق”.
وخلصت ميراف، في نهاية مقالها، إلى نتيجة أن “وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو ما سيجلب الهدوء إلى الشمال، ويمهد الطريق أمام المستوطنين للعودة إلى منازلهم”.