كيف يقرأ الصينيون هجوم القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور؟
خاص – المساء برس|
في مقال تحليلي، اعتبر محلل وكاتب سياسي صيني، أن الهجوم على حاملة الطائرات الأمريكية دوايت دي آيزنهاور، ليس أمراً بسيطاً، ولهذا فإن العالم اليوم يتوقف عند هذا الهجوم الذي شنته قوات من أسماها الكاتب (الحوثيين) على حاملة الطائرات باعتباره حدثاً هاماً وإنجازاً كبيراً يحققه (الحوثيون) في مسار حربهم ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
وتناول الكاتب الصيني على موقع “نيوز إينورث” تحليلاً للأسباب والمعوقات التي تجعل من الهجوم على حاملة الطائرات الأمريكية أمرًا غير سهل ومعقدًا، مركزاً على القدرات العسكرية والتكتيكية التي يجب أن تكون متوفرة للقوات المهاجمة للنجاح في مثل هذه العمليات.
وتطرق التحليل إلى التركيز على قدرات حاملة الطائرات الأمريكية ومميزتها ومجموعتها المساعدة لها من فرقاطات ومدمرات مرافقة، إضافة إلى الظروف التي يجب توفرها لتحقيق هجوم ناجح ضد الحاملة آيزنهاور التي تتلقى حالياً الصيانة في أحد موانئ السعودية على البحر الأحمر منذ إصابتها.
وأشار التحليل إلى القدرات القتالية التي تمكنت القوات اليمنية من امتلاكها للوصول لمرحلة القدرة على تنفيذ هجوم ناجح يستهدف الحاملة الأمريكية للطائرات (آيزنهاور)، وأن تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل وبالتالي فإن من غير المستغرب أن تقف الجيوش في مختلف دول العالم للتمعن في كيفية تمكن القوات اليمنية من استهداف الحاملة.
كما تطرق التحليل إلى أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت اليوم ورغم عدم حصولها على الاعتراف الدولي، قوة إقليمية مهمة تستحق الاهتمام الدولي بالفعل وكيف أن القوى الكبرى كالولايات المتحدة والقوى الأوروبية تنظر لها بعين الاعتبار.
وأشار المقال التحليلي إلى الظروف الموضوعية والفنية التي جعلت من القوات اليمنية كقوة عسكرية قادر على تنفيذ استراتيجيات وتكتيكات عسكرية تتناسب مع حجم القوة الضاربة الأمريكية في المواجهة على الرغم من فارق الإمكانات العسكرية بين الطرفين
ولفت المقال إلى أن اليمن يحقق عدة أهداف من خلال حملته العسكرية على السفن الغربية والإسرائيلية في المياه الدولية، ومن بين هذه الأهداف التأثير على سياسات الدول المعنية، في إشارة إلى هدف اليمن من هذه الحملة وهو منع كيان الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة الحرب على قطاع غزة ومنع أمريكا أيضاً من مواصلة دعمها للاحتلال.
كما ركز التحليل على شرح الأهداف السياسية والإستراتيجية للقوات المسلحة اليمنية خلف الهجمات التي تشنها على حاملات الطائرات الأمريكية وسفن أخرى. حيث يُشير التحليل الصيني إلى أن هذه الهجمات ليست فقط لإظهار القوة، بل تستهدف أيضًا تحقيق أهداف استراتيجية أكبر.
المساومة الاستراتيجية: يُشير المقال إلى أن الهجمات الحوثية تهدف إلى الحصول على “أوراق مساومة استراتيجية”، أي استخدام هذه الهجمات كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية على مستوى المنطقة، بما في ذلك إجبار إسرائيل على وقف الحرب على قطاع غزة، وعلى سبيل المثال، قد تستخدم الحوثيون هذه الهجمات كوسيلة لزيادة التأثير على الوضع الإقليمي وللسعي إلى المزيد من الدعم الدولي أو للتأثير على سياسات الدول المعنية في المنطقة.
وفي النهاية تحدثت التحليل الصيني عن حجم تأثير هذه العمليات اليمنية على الأسطول الحربي الأمريكي من ناحية التأثير على مشاعر الشعوب العربية المعادية لأمريكا، بغض النظر عن مواقف حكوماتها، حيث يؤكد التحليل أن هذه الهجمات تسهم في زيادة المشاعر المعادية لأمريكا في الشرق الأوسط وهو ما يؤدي إلى زيادة الدعم لليمن بقيادة صنعاء والحوثيين لمواصلة مهمتها في المنطقة، كما قد تتعزز مشاعر الكراهية لدى الشعوب العربية ليس تجاه أمريكا فقط بل وتجاه الدول المجاورة لليمن، في إشارة إلى الدول المطبعة أو المتجهة للتطبيع مع الكيان الصهيوني كالسعودية ومن قبلها الإمارات ومصر والأردن “مما قد يؤدي إلى زيادة التأييد للقوات المسلحة الحوثية وزيادة الضغط على الدول التي تدعم التحالف الذي يقاتل الحوثيين”.