الداعري كوزير لـ الدعارة السياسية
وما يسطرون – يحيى محمد الشرفي – المساء برس|
في خطوة إنسانية رحب بها المواطنون في تعز في مناطق سيطرة التحالف، قامت حكومة صنعاء بقيادة أنصار الله بفتح الطرقات المغلقة في تعز بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة حكومة التحالف السعودي الإماراتي. ومع ذلك، واجهت هذه المبادرة رفضاً واضحاً من قيادة مرتزقة حكومة التحالف في عدن، مما أثار غضب واستياء واسع بين اليمنيين.
وفي اجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي مع قيادة محور تعز، أكد وزير الدفاع في حكومة التحالف المنفية والمقيمة في العاصمة السعودية الرياض، محسن الداعري، على رفضهم خطوة صنعاء لفتح الطرق في تعز والتي ظل الإصلاح وهو أول مكون سياسي يقاتل مع التحالف ضد اليمن، يطالب بفتحها دون غيرها من الطرقات الأخرى البديلة، وحين بادرت صنعاء لفتح هذه الطرقات وعلى رأسها طريق الحوبان المدينة، سارع وزير دفاع حكومة عدن المنفية إلى مهاجمة من أسماها “مليشيا الحوثي الإرهابية”، متجاهلاً المبادرة الأخيرة لصنعاء بفتح الطرقات. وبدلاً من الترحيب بهذه الخطوة الإنسانية، اتهم الداعري من أسماهم “الحوثيين” بـ “الكذب والخداع”، في محاولة منه تبرير موقف حكومته ومن يتحكم بها من الرياض والرافض لفتح الطرقات بعد أن أحرجتهم صنعاء بمبادرتها وفضحت حقيقتهم أمام الشعب اليمني عموماً وأمام أبناء مدينة تعز في مناطق سيطرة التحالف.
تصريحات الداعري جاءت لتعكس سياسة التحالف السعودي الإماراتي وما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي” الذي شكلته السعودية، وعيّنت عليه، رشاد العليمي، رئيساً لا يختلف كثيراً عن سلفه عبدربه منصور هادي الذي بقي رهينة السعوديين قبل وبعد هروبه من صنعاء، هذه السياسات التي يريد فرضها التحالف السعودي تتمثل في إطالة أمد الصراع وزيادة معاناة الشعب اليمني. فبدلاً من اتخاذ خطوات فعلية لتحسين الوضع الإنساني، يواصل التحالف تعنته ورفضه لأي بادرة سلام تأتي من صنعاء، بل إنه يدفع بأدواته المرتزقة من أمثال “الوزير الدعاري” إلى وصف من يتجاوب من اليمنيين لمبادرات صنعاء الإنسانية بأنهم يتصرفون بعشوائية وبتسرّع وأن تجاوبهم مع مبادرات صنعاء أمر خاطئ حتى وإن كانت في مصلحة المواطنين المقيمين بمناطق سيطرتهم هم، فمن وجهة نظر هؤلاء (المرتزقة) يجب أن يبقى الشعب رهينة الرغبات السعودية وضباط السعودية المتحكمين برشاد العليمي ومن معه من داخل مقر قيادة التحالف في عدن، وأن عليهم (أي مسؤولي تعز المتجاوبين مع مبادرة صنعاء لفتح الطرق) أن يراعوا أولاً مشاعر الضباط السعوديين في قصر معاشيق ومقر التحالف بعدن الذين سيسوءهم توافق اليمنيين على جزئية صغيرة مثل الاتفاق على فتح طريق أسفلتي في مدينة مكتظة بالسكان كمدينة تعز.
زعم الداعري أن فتح الطرقات يجب أن يتم وفقاً لتوجيهات من يسميها (القيادة السياسية وعبر اللجان المعنية)، متجاهلاً أن التحالف نفسه هو من يعطل مثل هذه المبادرات بإصراره على تصعيد التوتر ورفض وقف إطلاق النار، الذي يعد أساسياً لضمان سلامة المدنيين، ومتجاهلاً أن ما يسميها (القيادة السياسية) أداة مرتهنة تنتظر ما يأتيها من توجيهات من ضابط سعودي صغير يقيم في عدن، وهو بذلك يريد القول إن فتح الطرقات يجب أن يتم وفقاً لتوجيهات الكفيل السعودي صاحب الأمر والنهي.
رفض حكومة التحالف (المرتزقة) لفتح الطرقات يعكس موقفاً لا إنسانياً (ارتزاقياً وارتهانياً للخارج) يعمق معاناة المواطنين في تعز. ورغم زرع التحالف السعودي الإماراتي لآلاف الألغام والمتفجرات في الطرقات، يظل التحالف مصراً على تحميل من يسميهم هو ومرتزقته (مليشيا الحوثي) مسؤولية حياة المواطنين، ورغم ذلك أسقطت صنعاء عليهم هذه الحجة عندما بادرت مع الإخوة الأحرار في تعز إلى تشكيل لجان عبر الوساطات المحلية لتهيئة الطريق وتنظيفها من مخلفات الحرب.
هذه السياسات والتصريحات تفضح النوايا الحقيقية للتحالف السعودي الإماراتي وأدواتهم المرتزقة بقيادة رشاد العليمي ومن معه، الذين يفضلون استمرار النزاع على حساب حياة ومعاناة الشعب اليمني. وفي الوقت الذي يتطلع فيه المواطنون في مناطق سيطرتهم هم إلى حلول سلمية وعملية تخفف من آلامهم، تظل حكومة التحالف متشبثة بتبعيتها العمياء للتحالف السعودي الإماراتي وبمواقفه المتصلبة، غير آبهين (المرتزقة وأسيادهم) بالأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.
هذا باختصار ما تكشفه مبادرة صنعاء وكيف تعاطى معها (مرتزقة الريال السعودي).