حكومة التحالف ترفض مبادرة صنعاء لفتح طرقات تعز

خاص – المساء برس|

في خطوة إنسانية لاقت ارتياحاً واسعاً بين المواطنين، بادرت حكومة صنعاء بقيادة أنصار الله إلى فتح الطرقات المغلقة في تعز بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة حكومة التحالف السعودي الإماراتي المقيمة في العاصمة السعودية الرياض. إلا أن هذه المبادرة لم تلقَ ترحيباً من قيادة قوات الحكومة المنفية بالرياض وتتخذ من عدن مقراً لبعض وزرائها.

وفي تصريح له عبر تقنية الاتصال المرئي خلال اجتماع مع قيادة محور تعز، أعرب وزير دفاع حكومة التحالف، محسن الداعري، عن استيائه من تجاوب مسؤولي مدينة تعز المحليين في مناطق سيطرة مليشيا حكومة التحالف السعودي مع مبادرة صنعاء لفتح الطرق، والتي اعتبرها الداعري بأنها تصرفات عشوائية ومتسرعة، في إشارة منه إلى أن الطرق في تعز يجب أن تظل مغلقة بوجه المواطنين حتى يأذن التحالف السعودي بفتحها، حيث قال الداعري إن مثل هذه القرارات ينبغي أن تتم وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية (المقيمة في الرياض) وهو ما يثبت أن من يعرقل فتح الطرقات ويصر على إبقائها مغلقة هي المليشيات التابعة للتحالف السعودي الإماراتي.

حديث الداعري أدى إلى استهجان من الشارع اليمني وخصوصاً في تعز، حيث علق نشطاء على حديث الداعري باتهامه بأنه مرتزق ينتظر موافقة الكفيل السعودي للتجاوب مع مبادرة صنعاء لفتح الطرقات، فيما البعض الآخر علق على الداعري بإطلاق توصيفات وعبارات من أمثال (فضحتم أنفسكم بأنفسكم، شخص متناقض، لم يسمح لك الضابط السعودي، هل هذا كلامك أم كلام الضابط السعودي في معاشيق؟، تصريحك يعني أنكم من تغلقون الطريق”.

وفي إقرار منه بأن حكومة التحالف تتخذ من إغلاق الطرقات وفرض الحصار على المواطنين أوراق ضغط ضد حكومة صنعاء، قال الداعري “إن ملف الطرقات يتطلب اتفاقاً لوقف إطلاق النار” ما يشير إلى أن حكومة التحالف المنفية تستخدم الملفات الإنسانية أوراق مساومة وحرب لمصلحة التحالف السعودي الإماراتي وإبقاء هذه الأوراق مرهونة بيد السعودية للمساومة بها أثناء مفاوضاتها مع صنعاء لاحقاً.

في السياق لفت مراقبون إلى أن حديث الداعري بدعوته “رفع مستوى التنسيق والتكامل الأمني والعسكري بين محور تعز والأجهزة الأمنية لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة”، هو تعبير مغلف يقصد به أن على محور تعز ومن ذهبوا إلى الاستجابة لمبادرة صنعاء لفتح الطرق أن يطلبوا الإذن مسبقاً من قبل قيادة التحالف السعودي.

وفي ظل هذا الموقف، يستمر المواطنون في تعز بمعاناتهم اليومية نتيجة إغلاق الطرق الذي أقرت حكومة التحالف على لسان وزير دفاعها الداعري بأنها من ترفض فتح الطرق وتستخدم هذا الملف للمساومة السياسية لمصلحة السعودية بالدرجة الأولى، في وقتٍ كانت فيه بادرة صنعاء لفتح الطرقات فرصة لتخفيف المعاناة الإنسانية، إلا أن رفض حكومة التحالف لهذه الخطوة أثار تساؤلات حول مدى التبعية التي باتت عليها حكومة التحالف للسعودية من جهة ومدى جدية هذه الحكومة المنفية في تنفيذ اتفاقات إنسانية مع صنعاء هدفها تحسين الوضع الإنساني في البلاد وإبقاء الملفات الإنسانية رهناً بيد التحالف بعيداً عن معاناة المواطنين في مناطق سيطرة التحالف قبل مناطق سيطرة حكومة صنعاء.

ويتطلع الشعب اليمني إلى حلول سلمية وعملية تخفف من معاناته المستمرة، وسط آمال بأن تتحرر الحكومة التابعة للتحالف السعودي من هيمنة ضباط التحالف في عدن المتحكمين بقراراتها حتى على مستوى قبول أو رفض فتح شارع واحد للمواطنين.

قد يعجبك ايضا