تقرير بريطاني: “آيزنهاور” تحت تهديدات يمنية أسرع من الصوت
خاص – المساء برس| ترجمة وتحرير: يحيى محمد الشرفي|
نشرت صحيفة التليجراف البريطانية، تقريراً للصحفي، توم شارب، سلطت فيه الضوء على وضع حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس دوايت دي آيزنهاور)، حيث يأتي التقرير بالتزامن مع الذكرى الثمانين لإنزال (النورماندي) لقوات الحلفاء بقيادة قائد قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية “الجنرال دوايت آيزنهاور” والذي تم تسمية حاملة الطائرات (آيك) (آيزنهاور) باسمه عند إطلاقها وبنائها قبل 50 عاماً من الآن، ويشير التقرير إلى أن (آيزنهاور) اليوم تعاني من تعتيم إعلامي بناءً على رغبات سياسية من البيت الأبيض حول وضعها في البحر الأحمر وما تعانيه من تهديدات من اليمن أسرع من الصوت، حسب تعبير كاتب التقرير.
تحركات حاملة الطائرات “إيزنهاور” الأمريكية: استفزاز أم ضرورة؟
باسم الجنرال الشهير دوايت دي أيزنهاور، تستمر حاملة الطائرات النووية الأمريكية “إيزنهاور” في مهامها العسكرية في البحر الأحمر. وعلى الرغم من مرور نحو 50 عامًا على إطلاقها، لا تزال هذه الحاملة تمثل تهديدًا كبيرًا للسيادة اليمنية. وبعد تمديد مهمتها القتالية، تتزايد التوترات حيث تواجه القوات الأمريكية صعوبة في السيطرة على الوضع، مبررة تواجدها بمكافحة التهديدات الصاروخية والطائرات المسيرة التي يُطلقها الجيش اليمني وقواته البحرية ضد السفن المحظور عبورها من المنطقة بسبب الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة والدعم الغربي بقيادة أمريكا لهذا العدوان ضد الفلسطينيين.
التأثير على التجارة العالمية: عرقلة مقصودة أم عواقب جانبية؟
وفقًا للتقارير، تسببت العمليات العسكرية الأمريكية في تقليص حركة الشحن بنسبة 50%، مما أثر سلبًا على الاقتصاد العالمي وارتفاع الأسعار. هذا الوضع الذي أصبح “الطبيعة الجديدة” وحسب التقرير البريطاني فهو “يعكس الفشل الأمريكي في تأمين الممرات البحرية، ويعزز الحجة بأن التدخل العسكري الأمريكي في البحر الأحمر يعقد الوضع بدلاً من حله”.
الصواريخ الجديدة: تكنولوجيا متطورة أم مزاعم أمريكية؟
وتطرق التقرير إلى التقدم في إنتاج وتطوير الصواريخ لدى القوات المسلحة اليمنية، سارداً روايتين في هذا الشأن منها ما تزعمه الولايات المتحدة كالعادة بشأن الدعم الإيراني، ويقول التقرير “أفادت التقارير بأن القوات اليمنية استخدمت صواريخ (فرط صوتية) جديدة قدمتها إيران. وعلى الرغم من الشكوك حول قدرة هذه الصواريخ، إلا أن المخاوف الأمريكية تبرز عدم استعدادها لمواجهة هذه التهديدات، ما يضعف حجتها في السيطرة على البحر الأحمر. من جهة أخرى، تؤكد القوات اليمنية أن استخدام هذه الصواريخ يأتي في إطار الدفاع عن النفس ضد العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن والإسرائيلي المستمر على غزة”.
القيادة الأمريكية: دور مشبوه وأهداف خفية
فيما يحاول الكابتن “تشوداه هيل” قائد حاملة الطائرات “إيزنهاور” تقديم نفسه كقائد حازم، تشير الحقائق إلى أن التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر يهدف إلى حماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية أكثر من حماية الملاحة الدولية. إذ تستمر القوات الأمريكية في قصف اليمن بذريعة القضاء على التهديدات، فيما يتجاهل العالم معاناة الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية.
التمديد العسكري المرهق
تم تمديد مهمة حاملة الطائرات “آيزنهاور” في المنطقة، حيث أصبحت الآن خاضعة لتمديد تسعة أشهر. هذا التمديد، وفقاً للتقرير البريطاني، “يعكس فشل الاستراتيجية الأمريكية في تحييد قدرات الدفاع الجوي والهجومي للحوثيين”، ورغم بلوغ جميع الطلعات الجوية التي تجاوزت 12,100 طلعة وإطلاق أكثر من 400 صاروخ من قبل (آيزنهاور) وأصولها الأخرى من السفن الحربية المرافقة التي تشكل أسطولها، لم يتمكن الأمريكيون من فرض سيطرتهم الكاملة على المنطقة.
استمرار الهيمنة (اليمنية الحوثية)
وأشارت التليجراف البريطانية إلى “قدرة الحوثيين على التكيف والتحرك السريع التي أثبتت فعالية كبيرة في مواجهة عملية “بوسيدون آرتشر” الأمريكية الهادفة لتحييد القدرات العسكرية اليمنية التي تهيمن على البحر الأحمر. “فالأسلحة الحوثية، من طائرات مسيرة وصواريخ باليستية ومؤخرًا صواريخ فلسطين الأسرع من الصوت التي يعتقد أنها مستنسخة من صواريخ “هايبرسونيك” الإيرانية، جعلت من المستحيل على الأمريكيين تحقيق أهدافهم دون زيادة هائلة في القوة النارية أو نشر قوات برية على الأرض لقتال قوات الحوثي، وهو أمر غير مقبول سياسيًا بالنسبة للولايات المتحدة حتى الآن”.
وأضافت الصحيفة البريطانية “لقد أثبت الحوثيون جدارتهم في مقاومة الجهود الأمريكية لمنعهم من استهداف السفن في البحر الأحمر. ورغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الولايات المتحدة في إطار عملياتها العسكرية، فإن الحوثيين يواصلون تطوير قدراتهم العسكرية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، مما يجعل مهمة القوات الأمريكية أكثر تعقيدًا”.
تهديدات الصواريخ الأسرع من الصوت
في خطوة مفاجئة، أعلنت قوات الجيش اليمني عن امتلاكها لصواريخ “فلسطين” الأسرع من الصوت، والتي تم تتبع أحدها وهو يحلق بين اليمن وميناء إيلات (الإسرائيلي). ورغم أن الصاروخ لم يصب هدفه، حسب التقرير البريطاني، إلا أن هذا التطور يشير إلى “تعزيز قدرات الحوثيين، ويعكس مدى الخطر الذي يمكن أن تسببه هذه الصواريخ على القوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة”، مشيراً إلى أنه لا يوجد سوى 3 سفن حربية فقط يمكنها التصدي لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، ويضيف كاتب التقرير “ونحن نعلم على وجه اليقين أنه لا يمكن لأي من السفن الحربية الدولية الأخرى المتواجدة في البحر الأحمر التغلب على صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت. إن وجود ثلاث سفن فقط “قد تكون قادرة” على هزيمة هذا التهديد الجديد لا يعيد الطمأنينة لشركات الشحن”.
القيادة الحازمة للحوثيين
وخلص التقرير البريطاني إلى أن “قيادة الحوثيين أثبتت براعتها في مواجهة التحديات العسكرية والسياسية” وخلقت تهديداً جديداً للبحرية الأمريكية متمثل في الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والذي أثبتت الرؤية التي تم رصدها لسرعة الصاروخ في المنطقة بين اليمن وإيلات أن سرعته ربما تصل إلى 5 ماخ وفي هذه الحالة لا يمكن للمقاتلات الحربية في السماء تعقبه وإصابته وبالمثل أيضاً سيكون هذا التحدي خطيراً على السفن الحربية في البحر.