مركزي عدن يوقف التعامل مع 6 بنوك كبرى استجابة لضغوط أمريكية وسط تحذيرات الحوثي من تداعيات خطيرة
خاص – المساء برس|
أصدر البنك المركزي اليمني في عدن قرارًا يقضي بوقف التعامل مع ستة بنوك رئيسية في صنعاء، وهي: بنك التضامن، بنك اليمن والكويت، مصرف اليمن والبحرين الشامل، بنك الأمل للتمويل الأصغر، بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي، وبنك اليمن الدولي. جاء هذا القرار، الذي يسري اعتبارًا من 2 يونيو 2024، بسبب مزاعم عدم امتثال هذه البنوك لمتطلبات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات السياسية، حيث أشار مراقبون إلى أن القرار يعد استجابة لتهديدات السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، التي وجهها ضد حكومة صنعاء بسبب موقفها الداعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. في ندوة أقامها معهد واشنطن للدراسات السياسية، أكد فاجن أن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لن توقع اتفاقية سلام تمنح الحوثيين الأفضلية العسكرية، وشدد على أن السيطرة الحوثية الكاملة على اليمن ستكون كارثية، مما سيجعل اليمن دولة معزولة بدون تنمية.
وفي خطاب ألقاه زعيم أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أشار إلى أن الضغط على البنوك في صنعاء يأتي ضمن خطوات أمريكية لدعم الكيان الإسرائيلي. وأوضح السيد الحوثي أن الأمريكيين يحاولون تورط السعودية في هذا الضغط، واصفًا إياه بالخطوة العدوانية واللعبة الخطيرة.
ووجه السيد الحوثي نصيحة للسعودية، محذرًا إياها من الوقوع في فخ الأمريكيين خدمة للعدو الإسرائيلي، معتبرًا أن استهداف البنوك في صنعاء يعد عدوانًا اقتصاديًا خطيرًا. كما حذر السعودية من تبعات هذا التورط الذي قد يسبب لها مشاكل كبيرة، مشددًا على أنها ليست بحاجة لمثل هذه المشاكل ولا ينبغي لها أن تقدم إمكاناتها لخدمة الكيان الإسرائيلي.
وأكد السيد الحوثي أن من الضلال أن يخسر البعض أمنه وسلمه وكل شيء من أجل العدو الإسرائيلي، مشددًا على أن أي خطوات عدائية ضد اليمن لن تثني الشعب اليمني عن موقفه الداعم لغزة، حتى لو توجهت بعض الأنظمة العربية للقتال خدمة للعدو الإسرائيلي. وأعلن السيد الحوثي أن اليمن سيبقى في موقفه الإيماني والجهادي لنصرة الشعب الفلسطيني، وأنه لا شيء سيغير هذا الموقف الثابت.
هذا التداخل بين قرارات مركزي عدن وتحذيرات زعيم أنصار الله وتصريحات السفير الأمريكي يعكس تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي في اليمن، ويبرز مدى تأثير المساندة اليمنية من صنعاء للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي كما يبرز حجم التحديات التي تواجه عملية السلام في اليمن والتي تضع الولايات المتحدة فيتو أمامها كونها لا تتماشى مع تحقيق مصالحها ومصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث تهدف الولايات المتحدة إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي اليمني بما يتماشى مع مصالحها ومصالح كيان الاحتلال وتدفع بالسعودية للتورط في تحقيق هذه الأهداف وهو ما سيقود السعودية إلى ارتكاب خطأ فادح حسب ما يُفهم من تحذيرات زعيم أنصار الله في خطابه اليوم.