إعلامي تونسي: توجيهات أمريكية وسعودية وراء قرار مركزي عدن لمحاصرة صنعاء مالياً
خاص – المساء برس|
في خطوة مفاجئة، أعلن البنك المركزي في عدن عن قراره بإيقاف التعامل مع عدد من البنوك الرئيسية في صنعاء، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والسياسية.
وتأتي هذه الخطوة بناءً على ضغوط أمريكية وسعودية تهدف إلى محاصرة حكومة صنعاء مالياً وثنيها عن مواصلة دعمها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومساندة المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأفاد الإعلامي التونسي حسام الهمادي عبر صفحته على منصة إكس أن “السعودية ليست بعيدة عن قرارات البنك المركزي في عدن”. وأوضح أن هذه القرارات جاءت بتوجيهات أمريكية للضغط على جماعة أنصار الله، مستشهداً بتصريحات السفير الأمريكي التي تشير إلى أن السلام في اليمن لا يزال بعيد المنال رغم جولات المفاوضات الإيجابية بين صنعاء والرياض.
وأضاف الهمادي أن القرار اتخذ من قبل الولايات المتحدة وتم تطمين المملكة بالحماية من خلال الاتفاقية الأمنية ومفاوضات التطبيع، مشيراً إلى أن مفاوضات التطبيع تهدف إلى دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة والتصدي لأي تهديد إيراني عبر تحالف خليجي صهيوني. وأكد أن هذا التحالف يتطلب القضاء على قدرات جماعة أنصار الله العسكرية التي برزت مؤخراً كمهدد للأمن الاقتصادي الإسرائيلي، بالإضافة إلى القضاء على قدرات حزب الله العسكرية.
وأشار الهمادي إلى أن حكومة مجلس القيادة الرئاسي في عدن كانت تستطيع استخدام هذه الورقة منذ تسع سنوات، لكن لم تكن هناك موافقة أمريكية في ذلك الوقت. وأوضح أن الموافقة الأمريكية جاءت الآن بعد العمليات الأخيرة في البحر الأحمر.
وختم الإعلامي التونسي تصريحه بالقول: “قد أبدو أنني أردد نفس كلام جماعة أنصار الله لكن مع الأسف هذه هي الحقيقة”، ملمحاً إلى أن اليمن قد يكون على أعتاب موجة كبيرة من التصعيد ولا مفر من ذلك.
سياق التصعيد
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى تقويض الدور اليمني العسكري المساند للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدواناً على قطاع غزة المحاصر للشهر الثامن على التوالي، ومحاولات التقويض الأمريكية التي فشلت في ذلك عسكرياً وتتجه لاستخدام أوراق ضغط اقتصادية ومالية تأتي في إطار استراتيجية أمريكية إسرائيلية أوسع لاحتواء الدور اليمني المساند لغزة والذي أثبت فاعليته بشكل كبير جداً من خلال قطع خطوط الملاحة لكيان الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك استهداف السفن التي تتجه لكيان الاحتلال حتى وإن عبرت مياه البحر الأبيض المتوسط بعد قطع عبورها نهائياً منذ الشهر الثاني من الحرب على قطاع غزة من باب المندب والبحر الأحمر.
ويرى مراقبون إن التصعيد الأخير للسعودية والولايات المتحدة ضد صنعاء عبر استخدام الأوراق الاقتصادية يزيد من تعقيد الوضع في اليمن مع تشابك المصالح الإقليمية والدولية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأحداث في المستقبل القريب، باستثناء ما قد يطال السعودية من تأثيرات كارثية بسبب رضوخها للإملاءات الأمريكية واستجابتها لتوجيهات واشنطن بتصعيد الحرب الاقتصادية ضد صنعاء التي عجزت واشنطن عن تحييد دورها العسكري الفاعل ضد الاحتلال الإسرائيلي.