خبراء في العمليات البحرية: اليمن يطور بشكل سريع قدراته العسكرية البحرية وقد ينقل التكنولوجيا لحلفاء آخرين
خاص – المساء برس|
قال موقع بزنس إنسايدر، المتخصص بالتقارير المالية والتجارية، في المملكة المتحدة البريطانية، إن القوات اليمنية أظهرت أواخر أبريل الماضي أن بإمكانها توسيع هجماتها على السفن المحظور عبورها إلى ما هو أبعد من البحر الأحمر.
وقال تقرير رصده “المساء برس” إن المسافة التي وصل إليها الهجوم الذي استهدف سفينة الحاويات إم إس سي أوريون في المحيط الهندي جنوب شرق القرن الأفريقي، أقصى شرق القارة، كانت مسافة غير مسبوقة.
ونقل الموقع عن بريان كلارك، الخبير في العمليات البحرية والباحث في معهد هدسون، إن القوات اليمنية تمتلك طائرات بدون طيار يمكنها السفر لأكثر من 1000 ميل بحري، ويبلغ مدى صواريخهم الباليستية أكثر من 600 ميل بحري.
ونقل الموقع عن خبير في حرب الطائرات المسيرة، قوله “الهجوم بعيد المدى على أوريون يبدو أنه كان لمرة واحدة لكنه لا يزال غير مسبوق”.
وقال جيمس باتون روجرز، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل لسياسة التكنولوجيا، عن الهجوم على سفينة أوريون في المحيط الهندي، إن الهجوم اليمن على هذه السفينة في تلك المنطقة البعيدة “يظهر مدى التقدم” لدى اليمنيين “في المديات والقيادة والسيطرة والدقة”.
وقال روجرز، إن الطائرات اليمنية من عائلة (صماد) جميعها لديها القدرة على ضرب أهدافها في المديات البعيدة.
وفيما يتعلق بقدرة القوات اليمنية على تحديد مواقع السفن المستهدفة، قال خبير العمليات الحربية، كلارك، إن التقارير تفيد بأن الطائرات اليمنية تحتوي على باحثين مضادين للإشعاع يمكن المشغلين من استخدامهما لتوجيه الطائرة نحو أهداف باعثة مثل رادارات الدفاع الجوي”، مشيراً إلى تحديد موقع تقريبي للسفينة قبل إطلاق الطائرة عبر تقنية تحديد المواقع العالمي (GPS).
ونقل الموقع عن كلارك، إن سفينة الشحن أوريون المستهدفة في المحيط الهندي في 26 أبريل الماضي، قد توقفت عن تفعيل نظام تحديد المواقع العالمي بعد استهدافها كي لا يتكرر الهجوم عليها مرة أخرى، كما يعتقد أن السفن الأخرى مثل أوريون قد تختار العبور في الظلام في أجزاء معينة من رحلتها لتجنب تعقبها واكتشاف موقعها من قبل البحرية اليمنية، مشيراً إلى أن السفن التي تقوم بتهريب النفط الروسي تفعل ذلك أيضاً منذ بداية الحرب الأوكرانية 2022.
كيف يمكن للسفن في الأبيض المتوسط التخفي عن رصد اليمنيين؟
وقال خبير العمليات البحرية، كلارك، إن “هناك بعض الطرق التي يمكن لهذه السفن من خلالها تجنب مثل هذه الهجمات أو صدها جسدياً إذا لزم الأمر”.
ويضيف “يمكن لهذه السفن إيقاف تشغيل نظام التعرف الآلي والرادار الخاص بها، مما يجعل من الصعب العثور عليها في المحيط المفتوح لشرق البحر الأبيض المتوسط”، ومع ذلك، “بمجرد دخولها البحر الأحمر، يمكن للمراقبين تعقب السفن على الشاطئ أو على متن القوارب أو باستخدام رادارات اليمنيين المتنقلة على الشاطئ، وفي هذه الحالة، ستكون هناك حاجة إلى بنادق أو أسلحة مضادة للطائرات بدون طيار عالية الطاقة تعمل بالموجات الدقيقة”.
وأضاف “قد تختار السفن طرقاً بطيلة أو أطول لتجنب هذه الهجمات، وفي حين أن هذا قد يقلل من عدد الهجمات، إلا أنه سيكون له أيضاً تأثير مدمر على الشحن من النوع الذي يريده اليمنيون”.
وقال كلارك “إن الطريقة الأسهل، رغم أنها أكثر تكلفة، لمواجهة هذا التهديد هي تجنبه”، “لسوء الحظ، هذا ما يريده اليمنيون. من خلال تعطيل الشحن، يمكن لليمن فرض تكاليف على الاقتصاد العالمي والضغط على إسرائيل”.
تهديد الغواصات المسيرة اليمنية
قال موقع بيزنس إنسايدر في هذا الشأن، أن اليمن يستخدم لأول مرة غواصات مسيرة لاستهداف السفن الحربية الأمريكية، وأن الولايات المتحدة استطاعت في فبراير ضرب غواصة تحت الماء قبل وصولها للهدف.
وقال روجرز، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل لسياسة التكنولوجيا، إن هناك القليل من التفاصيل على هذا السلاح الجديد الذي يستخدمه اليمن، ويضيف “رغم أن السرعة البطيئة للغواصات المسيرة تجعلها ذات فاعلية إذا ما كانت موجهة للأهداف الثابتة مثل السفن المتوقفة على الرصيف”، لكن حسب روجرز فإنه “ومع ما نشاهده من تقدم سريع لقدرات القوات اليمنية فإن المتوقع أن يزيدون من سرعة الغواصات ويزيدون من قدرة السيطرة عليها والمناورة أثناء توجيهها، حينها قد يصبح الشحن الدولي عرضة للخطر قريباً”.
أما كلارك، خبير العمليات البحرية فيعتقد أن تهديد الغواصات اليمنية في البحار المفتوحة مثل المحيط الهندي لا يزال منخفضاً، لكنه يقول إن ذلك لن يستمر خاصة مع ما يلاحظ من تقدم متسارع في تنامي إمكانات وقدرات الطائرات المسيرة أو الصواريخ الباليستية والمجنحة المضادة للسفن فإن الأمر قد ينطبق على الغواصات أيضاً.
كما يعتقد، كلارك، أن البحر الأحمر بيئة ملائمة جداً لاستهداف السفن عبر الغواصات المسيرة، والسبب هو المساحة الضيقة وأن الأمر لا يتطلب سوى تحديد إلى أين يتجه الهدف (السفينة) بمعنى تحديد زاوية انحراف السفينة أو خطها المستقيم بشكل دقيق ومن ثم إطلاق الغواصة كي يتوافق وصولها للهدف على شكل اعتراضي، خاصة وأنه لا يفصل موقع انطلاق الغواصة عن هدفها سوى بضع عقدات بحرية فقط.
ويعود روجرز للاعتقاد أن التداعيات الأخطر والأوسع للهجوم اليمني الذي استهدف سفينة الشحن المرتبطة بإسرائيل أوريون في المحيط الهندي، واضحة بالفعل.
ويقول روجرز، إن اليمن أو بشكل أدق (أنصار الله) بصفتها كما يزعم روجرز (جماعة غير حكومية) “ليست فقط قادرة على مهاجمة السفن على بعد مئات الأميال من الشاطئ، ولكنها قادر على نقل هذه التكنولوجيا إلى حلفاء آخرين في المحور مؤيدون للقضية الفلسطينية ومستعدون لدفع الثمن”.