تفوق اليمن في فرض قرارها يدفع الشركات لبحث حلول بديلة طويلة الأمد (تقرير بريطاني)
خاص – المساء برس|
قالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها، إن حجم الوقود الإضافي الذي تستهلكه السفن التجارية عند عبورها طريق الرجاء الصالح بدلاً من البحر الأحمر، تتجاوز الـ40% من إجمالي الوقود اللازم للرحلة من شرق آسيا إلى أوروبا، إضافة إلى زيادة أيام الرحلة التي تتراوح ما بين 10 إلى 15 يوم إضافي وهو ما يؤدي إلى تأخير وصول البضائع.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي رصده وترجمه “المساء برس”، إن تكلفة شحن الحاويات من آسيا إلى شمال أوروبا تضاعفت بسبب القرار اليمن، ثلاثة أضعاف، فبدلاً من دفع 250 دولار للحاوية الواحدة يدفع التاجر في أوروبا الآن لشحن حاويته 750 دولار للحاوية الواحدة.
وحسب استبيان استقصائي أجرته غرف التجارة البريطانية (BCC) في فبراير الماضي لأعضائها فإن 53% أي أكثر من نصف تجار التجزئة والمصنعين في بريطانيا قد تأثرو بأزمة البحر الأحمر وأن أسعار استئجار الحاويات ارتفع 300% وتأخير شهر كامل لوصول البضائع والسلع.
أما عن البضائع الأكثر تضرراً بالقرارات اليمنية، من تلك التي تستوردها أوروبا من آسيا، فهي السيارات والأثاث والمنسوجات.
وبالنسبة للسيارات فإنه وإلى جانب استيراد السيارات إلى أوروبا والذي تضرر أكثر من غيره من القطاعات، كشفت “الجارديان” أن 70% من جميع قطع غيار السيارات في كامل القارة الأوروبية يتم شحنها من آسيا عبر البحر الأحمر وهي الآن متوقفة عن استخدام هذا الممر.
وقد أدى انقطاع بعض الشركات الملاحية عن المرور من البحر الأحمر، إلى إيقاف بعض خطوط الإنتاج في مصانع السيارات في أوروبا، ومن ذلك على سبيل المثال شركتي فولفو وتيسلا.
وبينما يعاني القطاع التجاري والمستوردين في أوروبا من أزمة انقطاع الملاحة عن البحر الأحمر للشركات التي تتعامل مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، فإن المستهلك العادي (المواطنين) لم يلمسوا هذا التأثير، لكن ذلك لا يعني أن الأمور على ما يرام، حسب ما قال رئيس السياسة التجارية في غرفة التجارة البريطانية، ويليام باين، والذي أكد أن التأثير طويل المدى للأزمة سيعتمد على مدى استمرار هذا الأزمة، في إشارة منه إلى أن استمرار فرض الحظر اليمني هو ما سيجعل الأزمة ملموسة لدى المستهلكين العاديين في أوروبا الذين سترتفع الأسعار بالنسبة لهم.
ويضيف رئيس السياسة التجارية في غرفة التجارة البريطانية: “سيتعين على الشركات اتخاذ قرارات بشأن المصادر وسلاسل التوريد، وإذا أصبح الوضع الذي فرضه اليمن، أمر واقع جديد، فسوف يتعين عليها أن تقرر ما إذا كان هذا أمرا يمكنها التكيف معه، أو ما إذا كان صعبا للغاية”.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول، “مع تأكيد قيادة الحوثيين الأسبوع الماضي أنهم لن يوقفوا حملتهم حتى انتهاء الصراع في غزة، فإن الشركات لن تعول على انتهاء الاضطراب في أي وقت قريب.”.