ما الذي يجري في منطقة شرق رفح؟!
غزة – المساء برس| تقرير: أدهم أبو سلمية|
كان واضح تماماً حجم الصدمة التي عاشها الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية الليلة الماضية لدرجة أن كيربي قال للإعلام أنه علم برد حماس من الجزيرة، ما يعني أن فشلاً استخباراتياً جديداً وقع به الاحتلال وحلفاؤه في عدم توقع رد المقاومة الفلسطينية، انعكس ذلك من خلال سلوك استعراضي بالقوة في شرق رفح، في رسالة داخلية من نتنياهو لليمين المتطرف أنه قادر على الفعل العسكري حتى لو ذهب لاتفاق..
في المقابل؛ ما يجري في رفح هو عملية عسكرية مكتملة الأركان، وكل صيغ التي زعم أنها “محدودة أو مؤقتة” هي تخدير للرأي العام، ومحاولة لحفظ ماء الوجه لكل أولئك الذين حذروا من مغبة الدخول لرفح، وهي دليل واضح على نية العدو المبيتة في إفشال كل محاولات الوسطاء الوصول لإتفاق، وإن هدفه الوحيد هو استمرار العدوان بهدف قتل أكبر عدد ممكن من شعبنا، والأهم أنه حاول فعل ذلك في رفح عبر تضليل الرأي العام بأن السبب هو عدم قبول حماس للصفقة، قبل أن تفاجئه حماس بالموافقة.
لكن النقطة الأكثر الخطورة أن هذا التوغل جاء بعد وصول رسالة رسمية من الجانب المصري لقيادة المقاومة الفلسطينية حول عدم نية العدو احتلال المعبر وإن الاجراء هو أمني بهدف البحث عن مقدرات المقاومة وسينسحب هذا اليوم “المقصود أمس”، وهنا يطرح السؤال الكبير:
– هل نجح العدو في خداع وتضليل مصر؟
– أم أن الجانب المصري يتحمل جزء من المسؤولية، وهناك تنسيق مشترك، بدليل تحرك دبابات الاحتلال على محور فيلادلفيا وسط غياب للجيش المصرى الذي كان هناك قبل ساعات فقط؟!
على صعيد متصل؛ هذا العدوان يشكل كارثة إنسانية على عموم اهلنا في قطاع غزة حيث يُغلق شريان الحياة الوحيد نحو القطاع، وهنا فإن أبسط رد من الجانب المصري إذا لم يكن متورطاً في هذا العدوان أن يعلن بوضوح تفعيل بوابة صلاح الدين فوراً لسفر المواطنين ودخول البضائع كرد طبيعي وأولي على احتلال معبر رفح.
ومن المهم أن أشير هنا أن مزاعم الاحتلال بقتل 20 من أمن معبر رفح هو كذب مطلق، والشهداء ارتقوا خلال قصف العدو بالأحزمة النارية في محيط المعبر هم من عموم شعبنا النازحين.
أخيراً.. الاحتلال قبل غيره يُدرك أن ما عجز عن تحقيقه في كل القطاع، لن يحققه بهذا العدوان النازي على مليون إنسان في رفح، وكل ما سيأخذه الاحتلال من رفح هو جر أذيال الهزيمة عسكرياً وسياسياً، ولن يحقق شيء من أهدافه المزعومة.
كما أن الإنسانية بكل القوى الحية فيها مدعوة لمزيد من التحرك والضغط، والشعوب مدعوة للنزول للشوارع وأمام سفارات الاحتلال وحليفته أمريكا لفضح جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني..