لماذا يريد الاحتلال الصهيوني السيطرة على محور صلاح الدين – المنطقة العازلة – محور فيلادلفيا؟
وما يسطرون – محمد بن عامر – المساء برس|
أصبح ممر صلاح الدين أو بما يعرف محور فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض يربط قطاع غزة بمصر، نقطة خلاف محورية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال من جهة ومصر والاحتلال من جهة أخرى.
لسنوات عديدة، سعت قوات الاحتــلال إلى فرض سيطرتها على هذه المنطقة الاستراتيجية، ولم تؤد الأحداث الأخيرة إلا إلى تكثيف جهودها. ولكن لماذا الحرص إلى هذا الحد السيطرة على هذا الممر، وما هي العواقب المترتبة على ذلك بالنسبة للفلسطينيين؟
يعد الممر، الذي يبلغ عرضه بضعة كيلومترات فقط، الحدود البرية الوحيدة بين قطاع غزة ومصر، مما يجعله شريان حياة حيوي للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة. ومع ذلك، سعى الاحتلال باستمرار إلى تقييد حركة الفلسطينيين وتجارتهم عبر الممر، بحجة المخاوف الأمنية.
في السنوات الأخيرة، بات الوضع أكثر خطورة. وشدد الاحتلال قبضته على الممر، وفرض ضوابط صارمة على حركة الأشخاص والبضائع. وكان لذلك تأثير كبير على الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، والذين يكافحون بالفعل من أجل البقاء تحت وطأة القصف الوحشي الحصار الخانق.
تزعم قيادة الاحتلال أن محور صلاح الدين هو بوابة حماس الرئيسية للحصول على الأسلحة المهربة عبر أنفاق تمر تحته، معتقدة بأن ممر المحور هو موقع رئيسي للقيادة العسكرية وهياكل السيطرة التابعة لحماس وأن السيطرة على المنطقة من شأنها أن تمنحهم ميزة كبيرة في أي صراع مستقبلي.
وتشير المزاعم الصــهيونــية إلى أن حماس أنشأت المئات من الأنفاق أسفل محور فيلادلفي على مدار سنوات الحصار المفروض على قطاع غزة وأن هذه الأنفاق تمثل تهديداً أمنياً كبيراً لهم. وقد تم تنفيذ عمليات عسكرية عديدة لتدميرها دون جدوى ولا تزال تُعتبر بالنسبة لحماس عنصرًا أساسيًا في استراتيجيتها العسكرية.
يعتقدون أيضًا أن السيطرة على هذا المحور ستساهم في إضعاف حماس عسكرياً والضغط عليها واجبارها على تقديم تنازلات في أي مفاوضات مستقبلية.
وإذا نجحت الخطط الصــهيــونــية في السيطرة على المحور، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الفلسطينيين. حيث سيتم إحكام الحصار المفروض على قطاع غزة، الذي يعتمد أكثر من مليون فلسطيني عليه باعتباره شريان الحياة الرئيسي للقطاع، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية.
ومن المتوقع أن تزداد الأوضاع الإنسانية بؤسا في غزة، التي تعاني بالفعل من الحصار الخانق، مع استمرار النزوح إليها من باقي أنحاء القطاع هربا من القصف الوحشي.
ووفقا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن أي عملية عسكرية في رفح ستؤدي إلى نزوح المزيد من الناس وقتلهم. وعلاوة على ذلك، فإن السيطرة الصــهيــونــية على المعابر الحدودية، بما في ذلك معبر رفح، من شأنها أن تمنع دخول وخروج الفلسطينيين تقريبًا، مما يؤدي إلى عزلة تامة لقطاع غزة.
وفيما يتعلق بالخيارات المصرية تجاه ذلك، فعلى ما يبدو أن الهدف الرئيسي لحكومة مصر هو الحفاظ على اتفاقية السلام، التي جعلت منها شرطيًا لصالح الاحتلال الــصــهــيـونــي.
يجدر بالذكر أن معاهدة السلام المصرية – الصهيونية، والمعروفة باسم معاهدة كامب ديفيد، أول اتفاقية سلام بين الاحتلال ودولة عربية. وقد وقعت في سبتمبر 1978 بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس وزراء الاحتلال مناحيم بيغن، وشهد عليها الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
ونصت المعاهدة على ضرورة إنهاء حالة الحرب بين البلدين، وإقامة علاقات صداقة، وسحب إسرائيل لقواتها العسكرية من شبه جزيرة سيناء التي كانت قد احتلتها في حرب 1967.