قادة الاحتلال: الحرب وصلت لطريق مسدود.. والإعلام المتصهين يحتفي باجتياح رفح
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
قبل أسبوعين من الآن عقد قادة أجهزة الأمن في كيان الاحتلال الإسرائيلي اجتماعاً مغلقاً شارك فيه رؤساء أركان الجيش ورئيس الشاباك ورئيس الموساد ووزير الأمن، وخرج الاجتماع بقناعة تامة أن الحرب في قطاع غزة وصلت لطريق مسدود، كان ذلك أبرز اعتراف إسرائيلي بالهزيمة والفشل العسكري في تحقيق أهداف هذه الحرب والمتمثلة باستعادة الأسرى الصهاينة والقضاء على المقاومة الفلسطينية.
اعتراف القادة الإسرائيليين كشفه الإعلام الإسرائيلي ذاته، بحسب ما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت“، التي قالت أن “قادة الأجهزة الأمنية، توصلوا في اجتماعٍ إلى أنّ الحرب وصلت إلى طريق مسدود، الاجتماع عُقد قبل 14 يوماً، ووُصف بـ (الحاسم)، إذ شكّل نقطة تحوّل في الموقف الإسرائيلي من صفقة التبادل”.
وقالت أحرونوت، إن “وزير الأمن في الحكومة ورؤساء هيئة الأركان و”الشاباك” و”الموساد” ومسؤول ملف المفاوضات، شاركوا في الاجتماع، وأجمعوا على أولوية استعادة الأسرى مقابل عودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة من دون شروط والانسحاب من “نتساريم”.
ذلك يعني أن أي عملية عسكرية في رفح ستكون بلا فائدة، وهذا ما يؤكده رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت الذي شن هجوماً ضد نتنياهو وضد جيش الاحتلال، مطالباً الإسرائيليين بالنزول للشوارع للضغط على الجيش للانسحاب وعدم عدخول رفح”.
أولمرت قال إن “القادة الذين لا يزالون على قيد الحياة وعلى رأسهم يحيى السنوار، ومحمد الضيف، سيكلفان إسرائيل ثمناً باهظاً للوصول إليهما”.
في مقابل ما يطرحه وينشره الإعلام الإسرائيلي، يبرز الإعلام العربي المتصهين محتفياً بأنباء اعتزام الاحتلال الصهيوني شن عملية عسكرية في رفح التي تأوي 1.4 مليون فلسطيني ثلاثة أرباعهم من النازحين الهاربين من مناطق الحرب التي دمرها الاحتلال شمال ووسط قطاع غزة.
على سبيل المثال برزت قناة “العربية” السعودية، والتي تروج لاجتياح رفح بكل الوسائل والأساليب، ومن ذلك ما نشرته اليوم من صورة لدبابة في معبر رفح وعلقت القناة على الصورة بتصميم فني وبثته للسوشيال ميديا بعبارة “معبر رفح بقبضة إسرائيل”، الأمر الذي دفع المزيد برواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى التطرق للتغطية الإعلامية لقناة العربية والحدث وسكاي نيوز وبعض القنوات الأخرى المعادية للمقاومة الفلسطينية بشكل واضح.
وعلق الناشط والإعلامي الفلسطيني أدهم أبو سلمية المتواجد في قطاع غزة، على التغطية الإعلامية لقناة العربية وعلى مظاهر الاحتفاء في سياسة قناة العربية بدخول جيش الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح، وقال أبو سلمية “قناة ع الصهيونية تحتفي بجريمة الحرب الصهيونية باقتحام #معبر_رفح المعبر الذي يمثل شريان الحياة الوحيد لمليوني إنسان في #غزة..
من يُدير هذه القناة؟! من يمولها؟! وماذا يعني كل هذا الاحتفاء بجرائم العدو الصهيوني والهجوم على شعبنا ومقاومتنا؟!”.
وكانت قناة “الغربية” قد حرضت كيان الاحتلال الإسرائيلي على رفض قبول حماس بمقترح وقف إطلاق النار المقدم من قطر ومصر، حيث ضخ الإعلام السعودي عبر قناتي (العربية والحدث) تغطية واسعة لنقطة واحدة لم يتضمنها مقترح مصر وقطر في اتفاق وقف إطلاق النار وهو بند مصير حماس وغزة بعد الحرب والذي يصب في مصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدف من حربه إلى القضاء على حماس كلياً واستبدال السلطة في غزة بسلطة متصهينة موالية لكيان الاحتلال.
تحريض العربية الذي عكس سياسات وتوجهات النظام السعودي الذي سبق وكشفت تقارير سابقة لـ”المساء برس” عن بعضها فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي كان أبرزها طلب السعودية من نتنياهو بضرورة القضاء على حماس في هذه الحرب وعدم السماح ببقائها في غزة، هذا التحريض لقناة العربية أثمر بالفعل أمس الثلاثاء حين خرج رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو بتصريحات رفض فيها القبول باتفاق وقف إطلاق النار لا يتضمن موافقة بخروج حماس من غزة نهائياً ولا يتضمن نصوصاً تتعلق باليوم التالي للحرب في غزة ومن يتولى فيها السلطة والإدارة.